يشكّل العنف ضدّ المرأة “انتهاكًا كبيرًا لحقوق الإنسان!” هذا ما أعربت عنه البعثة الدائمة للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة وغيرها من المنظّمات الدوليّة في جنيف. بحسب ما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي.
شارك الوفد بالدورة السابعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان وقدّم تقريره حول العنف الممارَس ضدّ المرأة وأسبابه ونتائجه، وذلك في 28 حزيران، في جنيف.
ولاحظ وفد الكرسي الرسولي أنه كلّما تمّ تعزيز كرامة المرأة وحمايتها، زادت معها كرامة العائلة والجماعة والمجتمع بأسره… كذلك، كلّما عاشت المرأة العنف، فالجماعة كلّها والمجتمع يعانيان معها”.
يركّز التقرير بشكل خاص على “الاغتصاب بكونه انتهاكًا خطيرًا وممنهجًا على حقوق الإنسان”. وكما صرّح البابا فرنسيس، في خطابه إلى أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمَدين لدى الكرسي الرسولي، في 12 كانون الثاني 2015، فإنّ جريمة الاغتصاب “هي اعتداء على كرامة النساء اللواتي لا يُغتصَبن بالجسد بل بالروح أيضًا، وذلك يؤدّي إلى عيش صدمة يصعب إزالتها بالإضافة إلى الآثار التي تسبّبها على المجتمع”.
شدّد البيان على أنه لا يمكن التغاضي عن أي صمت “على أعمال العنف المرتكَب بحق المرأة، وإفلات الفاعلين من العقاب وأي تقاعس أو عدم اكتراث بالجرائم الجسدية أو الجنسية”.
ويشير وفد بعثة الكرسي الرسولي إلى أنّ على كلّ فرد واجب أخلاقيّ لتزويد ضحايا العنف بالدعم والحماية الضروريان. وبهذا الصدد، يجب الحرص على ضمان “سهولة وصولهم إلى المؤسسات التي تساعد في تأمين المساعدة النفسية والاجتماعية والطبية والماليّة والقانونية من أجل تعزيز شفائهنّ واندماجهنّ في المجتمع”.
في هذا الإطار، يتمنّى الكرسي الرسولي أن يعيد التأكيد على حقوق وكرامة الأطفال الذين ولدوا نتيجة العنف الجنسيّ، بدءًا بالحقّ بالعيش”. على الأطفال ألاّ يصبحوا الضحايا الجانبيين للعنف الشنيع المرتكَب بحقّ النساء. على العكس، هم بحاجة لكي يكونوا مدعومين ومحبوبين ويحتاجون إلى الانتباه والرعاية والبرامج التي تضمن حمايتهم وتعزّز شفاءهم”.