قراءة كتابية “خَيِمةُ الرَّبّ” بين العهدين

هَلِ الرَّبّ في وَسْطِنا أَم لا؟” (خر 5: 2)”

Share this Entry

المقدمة

ساعد داء الكوفيد 19 على أن يُظهر ما بقلوبنا تجاه الرَّبّ. هناك مَن يلوم؛ وآخر يتسأل في شك!؛ وهناك من يسير يومًا بعد يوم مُسلمًا للرب أيامه. ولكن إذا تساءلنا عن ماذا ينشغل فكرنا؟ وماذا يعلن إيماننا المسيحي؟ هل لهذا الداء اللعين أن يُوقف لقائنا وإحتفالنا بالرَّبّ الذي يأتي ليسكن بيننا؟ سنجد في مقالنا التالي إجابات أو قد تكون مجرد أفكار تُرسخنا في إيماننا فتساعدنا على أن نقبل تجربة داء الكورونا ليقوي علاقتنا بالرَّبّ ونصمم على أن لا شيء يمكنه أن ينزع منا عظمة سر التجسد  وهو ما يشير لحب الرَّبّ بشكل علمي في تجسد إبنه. أو نترك أفكارنا ومشاعرنا تنجرف وراء تيار العالم البشري ونستسلم للنهاية حتى يقضي هذا الداء ليس فقط على الحياة البشرية بل على إيماننا! القرار لنا.

بدأنا في المقال السابق قراءة خاصة بين العهدين الأول والثاني[1] والذي صار تساؤل شعب إسرائيل عن حضور الرَّبّ في وسطهم أمر مشكوك فيه. لذا سنواصل، في مقالنا التالي، التعمق على ضوء خبرة بني إسرائيل من ذات السؤال، ولكن باحثين عن الرَّبّط لهذا الحضور الإلهي في العهد الثاني، من خلال مضمون “هيكل الرَّبّ” في العهدين.

هناك بعض المسيحيين يطرحون أسئلة إيمانية مثل: هل وجود هيكل الرَّبّ هو قائم منذ القدم؟ بمعنى أن العبادة للرب وإكرامه بدأت قديمًا؟ هل هناك علاقة لهيكل الرَّبّ في العهد الأول بــ “سر تجسد الرَّبّ” في العهد الثاني؟ سنجد على مدار قرائتنا المتأنية لهذا المقال الإجابات على هذه التساؤلات. نحن نعلم الكثير من بعض الروايات الكتابية التي تَسرد أحداث خاصة في فترة قيادة موسى لشعب إسرائيل. إلا إننا في هذا المقال نوّد أن نتوقف على بعض من النصوص الكتابية (من العهدين) من وجهة نظر جديدة لنفهم استمرارية العهد الأول في الثاني وجذور العهد الثاني المتجذرة في الأول. عند قرائتنا للآية التي نسمع فيها صوت الله، في العهد الأول في حواره مع موسى قائلاً: «أَنا أَكونُ معَكَ، وهذه علامةٌ لكَ على أَنِّي أَنا أَرسَلتُكَ: إِذا أَخرَجتَ الشَّعبَ مِن مِصر، تَعبُدونَ اللهَ على هذا الجَبَل» (خر 3: 12). هذه الآية تشمل على بعض النقاط المحورية في العهد الثاني.

  1. الله معنا أي العمانوئيل

نقرأ في إنجيل متى أثناء حوار الملاك ليوسف خطيب مريم: «لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبّ على لِسانِ النَّبِيّ: ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابناً يُسمُّونَه عِمَّانوئيل أَيِ “اللهُ معَنا“» (1: 23). لدينا إسم المولود الإلهي منذ القرن الثامن ق.م.، بحسب نبؤة اشعيا (7: 14). ولكن في الأصل إذا عُدنا للوراء نجد أن جذور إسم يسوع في سفر الخروج، حين يمنح الرَّبّ تضامنه مع موسى قائلاً له: “أَنا أَكونُ معَكَ/م” لتحرير الشعب من عبوديتهم بأرض مصر. “حضور الرَّبّ” في حياة شعبه قائم كمرافق لهم من خلال موسىن كمحرر بشري. هذا هو المحور الأول حضور الرَّبّ قائم على المستوى الفردي أي بين الله وشخص واحد، موسي، وهو صورة يُمثل بها الشعب. وبالتدريج نجد أن حضور الرَّبّ في حياة شعبه يأخذ شكل أعمق إذ يعبر عن رغبته في السكنى بينهم، هذا ما سنتحدث عنه لاحقًا. إلا أنه في العهد الثاني، تجسد يسوع بحسب لاهوت متى، إذ أراد إستمرار إنتماء الإلهي لكل البشرية من خلال “تجسد إبنه” في جسد بشري مثلنا. “الله معنا” ليس بكلماته العشر بل مكوث الله مستمر لذا يختتم يسوع رسالته الأرضية بحسب متى هي: «هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» (28: 20).

  1. عبادة الرَّبّ

يظهر في قول الرَّبّ في سفر الخروج 3: 12 ولأول مرة نجد لفظ جوهري إذ نُطلق عليه في لاهوت الكتاب المقدس إسم “مفتاح”[2] لكل السفر وهو “يعبد”. وهو فعل يتكرر كثيراً بالسفر: «كذا قالَ الرَّبّ: أَطلِقْ شَعْبي لِيَعبُدَني» (خر 7: 26). والسبب وراء هذا التكرار هو إنه عند تزايد التعداد السكاني لشعب اسرائيل المُهاجر إلى مصر، مما أدي ذلك إلى إستعباده في العمل من فرعون ملك مصر. وأيضًا شجع ذلك إتمام خطة الرَّبّ بإختيار موسى، في تلك الفترة، من قبله ليحرير شعبه من مذلته التي صارت لهم أرض “عبودية”. لفظ “عبودية” لها ذات الجذور اللغوية مع لفظ “عبادة”. “العبودية” تعني الخضوع والإستسلام لتنفيذ رغبات الحكام. أما لفظ “العبادة” فهي تتم في الحرية للإله الذي ينتمي له الإنسان. ومن هنا يتضح هدف الرَّبّ الأساسي لخروجهم من مصر وهو نوال كرامتهم وتقديم عبادتهم للرب من شعب يتمتع بحرية كاملة. لفظ “عبادة” في اللغة اليونانية تعني القيام بعمل ليتورجي (طقسي) وهو عمل خدمي. “الفصح” هو أول عمل ليتورجي وشك لعبادة قام به شعب إسرائيل في مصر ليتعبد للرب وليتواصل في علاقة إنتماء له. وبالفعل يقوم موسى بمهمة التوسيط بين الشعب والرَّبّ. بناء على ذلك يتم خروج الشعب من مصر بعد معاناة مع فرعون مصر ويجد الشعب ذاته في الصحراء.

في العهد الثاني لدينا ثلاث ملوك يتعبدون للطفل في وقت ولادته وهم المجوس: «وَدخَلوا الَبيتَ فرأَوا الطِّفلَ مع أُمِّه مَريم. فجَثَوا له ساجِدين» (مت 2: 11). السجود هو عبادة المخلوق للخالق. وهنا يستمر الحب الإلهي ليشمل الوثنين والذين لا يعرفون إله إسرائيل كإله فيكشف ذاته لهم من خلال العلم بإكتشافهم النجم، ومنه يصل لقلوبهم وينال سجودهم. وفعل السجود هذا من ملوك غرباء هو بمثابة عبادة وخلق روح إنتماء مع هذا المولود. ما لم يفعله اليهود المنتظرين للمسيا من عبادة قام به الملوك الغرباء.

  1. أين يسكن الرَّبّ؟

نُدرك من خلال سفر التكوين (10) أن سُكني إله إسرائيل لم يكن متاح بعد في مكان ما. إذ هناك الكثير من الشعوب والهتها تسكن في القصور أو المعابد وسط شعوبها. ولكن بما إنه لم يتم بعد ولادة نواة من الشعب ليتعبد للرب، فسيتم ذلك لاحقًا في سفر الخروج. لأنه كان يستحيل أن يكون الرَّبّ، إله لشعب إسرائيل المستقبلي وهو الزال شعب مُستعبد. لذا علينا هنا أن نتوقف على عنصرين:

الأول: آلهة الشعوب القديمة كانت تسكن بالمعابد أو القصور العظيمة في وسط شعبها. إلا أن إله إسرائيل سعى أن تكون له سكنى وسط شعبه بعد نواله حريته من مصر. وقد قطع الرَّبّ عهده مع الشعب فصار لهم إلهًا: «وأَتَّخِذُكم لي شَعباً وأَكونُ لَكم إلهاً» (خر 6: 7). وفي خروج 40 يقرر الرَّبّ الدخول في “خيمته” من خلال تابوت العهد الذي يحوي “الكلمات العشر” وهي كلمات الله المُطلق عليها الوصايا العشر بهدف البقاء مع الشعب. ومن هنا صار بني إسرائيل شعب حر وبعد إختيار الله لــ “شعبه” جاء قراره بالسكنى وسط شعبه في خيمه مثل شعبه كالرحالة. يقرر أن يسكن في خيمة كشعبه. إله إسرائيل ليس بفقير فسيتم بناء هيكله في زمن سليمان لاحقًا، إلا إنه قرر ألا ينتظر حتى يعبر شعبه الصحراء. قرر الرَّبّ أن يسكن في الصحراء وبالأخص في خيمة تتنقل من مكان لآخر. فهذا القرار الإلهي يحمل الكثير من التعاليم لم يتم الإستيعاب لها في زمن الخروج. يرغب الرَّبّ البقاء والسكنى وسط شعبه إينما وجد في الصحراء والإحتياج. يعيش إله إسرائيل حياة شعبه. ومن هنا كشف لنا الرَّبّ عن وجه كإله “رحالة”. هذا ما يترتل به المرنم في مزامير الترحال: “فَرِحتُ حينَ قيلَ لي: لِنَذهَبْ إِلى بَيتِ الرَّبّ” (122: 1). هذا سنفهمه في فترة لاحقة مع سليمان الملك (1، 2 مل)، حينما يتم بناء الهيكل ويصير “هيكل أورشليم المركز” جاذب كل الشعوب.

يمكننا إدراك أن إله إسرائيل ليس مثل ألهة باقي الشعوب؟ نعم، لأنه “إله رحّالّة ومتجول” إينما ذهب الشعب ذهب الرَّبّ معه. وهذا ما يميزه. فهو لاجيء مع اللاجئين ومهاجر مع شعبه، يسير بهم ويقودهم فيصير بحضوره في خيمته المتنقلة، حضور حي وجوهري. فالهيكل الإلهي يرحل وينتقل من مكان لآخر ويرافق شعبه. وما على الشعب إلا إن يتبع إلهه الذي يتقدمه ويتعبد له بالأمانة في العلاقة معه. ومن هنا نبدأ في التعرف على الوجه الجديد للرب “الرحالة” السائر مع شعبه على الطريق. وهو ما يشبه مُرافقة يسوع القائم لتلميذي عمواس سائراً معهم مُفسراُ لهم ما يجهلوه عنه. الرَّبّ الساكن خيمته هو ذاته الرَّبّ خالق الكون في سفر التكوين (1:1-2:4). هذا يؤكد على إنه هو إله شامل وعالمي وليس محلي للعالم بأجمعه وليس إله شعب واحد. يسود مُلكه على كل شعوب الأرض من خلال شعب إسرائيل الذي إنتمى له كنواة. ولاحقًا صار من خلاله إله لكل شعوب الأرض.

الثاني: إختيار الرَّبّ مصر “مسكن” له. عند قرائتنا لنص من سفر التكوين حين علم البطريرك يعقوب بوجود يوسف إبنه على قيد الحياة، ملبيًا دعوة أبنه للذهاب إلى مصر. يظهر الرَّبّ ليعقوب وبشره بعدم الخوف لإنه قرر الذهاب معه: «أَنا اللهُ، إِلهُ أَبيكَ. لا تَخَفْ أَن تَنزِلَ إِلى مِصْر، فإِنِّي سأجعَلُكَ هُناكَ أُمَّةً عظيمة. أَنا أَنزِلُ معَكَ إِلى مِصْر» (46: 3- 4). وبمصر نمى شعب إسرائيل فصار إثنى عشر سبطًا ورافق الرَّبّ شعبه بمصر وباركهم. هذا ما يوازي ما أعلنه ملاك الرَّبّ ليوسف خطيب مريم في الحلم: «قُم فَخُذِ الطِّفْلَ وأُمَّه واهرُبْ إِلى مِصْر» (مت 1: 13). مصر التي صارت أرض إستعباد لبني إسرائيل صارت المسكن لإبن الله ليتمم رسالته الخلاصية بعدما عرف ملك مصر وشعبها قدرة إله إسرائيل.

  1. قرار الرَّبّ

نقرأ في سفر الخروج (40: 16- 21) «أَنَّه في الشَّهْرِ الأَوَّلِ مِنَ السَّنةِ الثَّانِيةِ في اليَومِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْر نَصِبَ [موسى] المَسكِن [ …] ثُمَّ مَدَّ الخَيمَةَ فَوقَ المَسكِن ووَضَعَ غِطاءَ الخَيمةِ علَيه مِن فَوقُ، كما أَمَرَه الرَّبّ. ثُمَّ أَخَذَ الشَّهادةَ فَوضَعَها في التَّابوت […] ثمَّ أَتى بِالتَّابوتِ إِلى المَسكِن ووَضَعَ الحِجابَ السَّاتِر فسَتَرَ تابوتَ الشَّهادة». كل هذا تم بمبادرة الرَّبّ في الإنتماء إلى شعبه بشكل أقوى وبرغبته في الإستقرار وسط الشعب.  وهذا المنطق بالعهد الأول نجده واضحًا بمقدمة الإنجيل اليوحناوي (1:1- 18). الرموز التي وردت في سفر الخروج وكانت غامضة الفهم، يكتمل معناها لدى يوحنا القائل: «الكَلِمَةُ صارَ جسداً فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ» (1: 14). ففي لاهوته يستخدم لفظ “جسد” مُشيراً لجسد يسوع بمعنى “الخيمة”. ويستمر إنتماء الله لشعبه كما بالعهد الأول ولا يتوقف فقط على إعطاء الشعب ” الشريعة” كنعمة بل يشدد على مَن يفوقها وهو شخص المسيح فيقول الإنجيلي في 1: 17: «لأَنَّ الشَّريعَةَ أُعطِيَت عن يَدِ موسى وأَمَّا النِّعمَةُ والحَقّ فقَد أَتَيا عن يَدِ يسوعَ المسيح». إستكمالاً لسُكنى الرَّبّ في خيمته بين شعبه قديمًا، يستمر ليُكلل بشريتنا الضعيفة بمجد وكرامة إلهيين إذ نجد جذور الآية اليوحناوية: «الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا [أي نصب خيمته بيننا]» (1 : 14أ). قرار سُكنى الرَّبّ بشريتنا وحياتنا ليس بكلمات بل بكلمة واحدة متجسدة وهي شخص يسوع، شملت كل تعبيرات الله عند الخلق: «فقال الله …» (تك 1: 1-2: 4أ). لخصَّ يوحنا رواية طفولة يسوع التي ذكرها متى ولوقا الذي هو سر تجسد الرَّبّ في هذه الآية. التجسد اليوم هو قرار الرَّبّ الذي يأتي بشكل بشري ليسكن بيننا ويعيش معنا حياتنا الواهنة والضعيفة. تكمن هنا عظمة سر التجسد ولاهوته بوصول الرَّبّ للذروة بإعطائنا إبنه مخلص يأخذ ضعف بشريتنا ويمنحنا إلوهيته ومجده الإلهي.

الخلاصة

سِرّنَّا سويًا في هذا المقال باحثين عن إجابة لتساؤلنا: «هَلِ الرَّبّ في وَسْطِنا أَم لا؟» (خر 5: 2). تنقلنا مع الرَّبّ الرحالة الذي إتخذ قرار بالسكنى الدائمة في حياة وتاريخ شعبه بالعهد الأول . أما في العهد التاني توققنا على شخصية العمانوئيل: «أَنا أَكونُ معَكَ/م»، التي مثلت نقطة إنطلاق ونقطة ختام في اللاهوت المتاوي.

في مرحلة ثانية توقفنا أمام الخيمة المصنوعة من القماش التي إحتوت كلماته الإلهية وصار موسى الوسيط. وأخيراً تم تجسد الإله بسره الفائق الطبيعة في الخيمة الجسدية في الإبن المولود في بيت لحم. رأينا كيف أن حضور الرَّبّ دائم في عالمنا البشري. بالرغم من هشاشتنا إلا أن قرار الرَّبّ هو في صالحنا. الخيمة، الهيكل، بيت القربان ما هي إلا رموز لسكنى الرَّبّ وحضوره السري بينا. ولازال حتى يومنا هذا يتدفق حب الرَّبّ ويتخذ قرار أقوى وهو حضوره في العهد الجديد ليس في مكان له بل في تجسد شخصي وخروج الإبن من الآب للبشرية من خلال مريم: «إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه» (يو 1: 18). إذن الرَّبّ يرافقنا نحن شعبه ذهابًا وإيابًا. ومن هنا علينا إدراك أن إلهنا إستبق بحضوره في الخيمة، حضوره بهيكل أورشليم ليرافق خطواتنا البشرية بسر تجسده وبالنهاية يمكث للأبد بيننا وفينا اليوم من خلال جسده الحي في بيت القربان بكنائسنا، فهو خيمة الآب الحقيقة.

بختام مقالنا هذا نستعير الكلمات المعلنة من كاتب العظة إلى العبرانيين: «لَنا عَظيمَ كَهَنَةٍ هذا هو شَأنُه: جَلَسَ عن يَمينِ عَرْشِ الجَلالِ في السَّمَوات،  خادِمًا لِلْقُدْسِ، والخَيمَةِ الحَقيقِيَّةِ الَّني نَصبَها الرَّبّ لا الإِنسان» (8: 1-2). إينما وُجدَّ الإنسان تواجد الرَّبّ، فهل أينما تواجد الرَّبّ كان الإنسان حاضراً حقًا؟

[1]   اليوم في اللاهوت الحديث نحرص كلاهوتيين وخاصة المتخصصين في العهد الأول وبعد الكثير من اللقاءات مع إخوتنا الأكبر المعتنقين للديانة اليهودية أن نغير تعبير العهد القديم إلى العهد الأول. لوحط أن إستخدام لفظ “قديم” على ديانة حالية لا تساعد على روح الأخوة. إذ لفظ قديم يشير إلى ما هو غير حالي وما لا يستخدم لقدمه وما هو غير مُفضل وبالأحرلا يلقى. وبالطبع لا يمكننا الإستغناء كمسيحيين نهائيًا عن العهد الأول لأن فيه جذورنا المسيحية. وبعد دراسات ومناقشات توصلنا كلاهوتيين على الإنتفاق بإستخدام لفظ “العهد الأول” مشيرين بذلك للعهد الذي سبق المسيح والجديد أشرنا إليه بتعبير “العهد الثاني” الذي بدأ منذ تجسد المسيح ذاته في العالم الأرضي.

[2]  حينما نقول لفظ مفتاح في مقالاتنا فنرغي في قول أن هذا اللفظ هام إذ يشمل معنى عميق ويتوجب التركيز عليه من بدء السفر وحتى نهايته. فهو بمثابة مفتاح للبيت الذي لا يمكننا الدخول بدونه. لذا لا يمكننا التطرق لقراءة سفر الخروج دون التوقف أمام هذا اللفظ.

لقراءة المقالة الأولى، يرجى النقر على الرابط التالي:

قراءة كتابية: ألم التجربة بين أمس واليوم

Share this Entry

د. سميرة يوسف

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير