“نحن ننتظر تشجيعاً لإيماننا، لأجل الخير العام، كي لا ننسى مَن هم متروكين”: هذا ما أعلنه الأب مارتن كرامارا الناطق باسم مؤتمر أساقفة سلوفاكيا، تعليقاً على الإعلان عن زيارة البابا فرنسيس إلى براتيسلافا وبريشوف وكوسيتشه، وإلى مزار سيّدة ساستان بين 12 و15 أيلول المقبل.
هذه الرحلة التي أعلن عنها البابا فرنسيس في نهاية صلاة التبشير الملائكي في 4 تموز 2021 ستكون الرابعة لحبر أعظم على الأرض السلوفاكيّة، بعد رحلات يوحنا بولس الثاني الذي زار براتيسلافا (1990)، ثمّ الجمهورية السلوفاكية المستقلّة سنة 1995 و2003، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا نقلاً عن “فاتيكان نيوز”.
بالعودة إلى الناطق باسم مؤتمر الأساقفة، فقد أخبر أنّ “الإعلان عن الزيارة كان لحظة رائعة. فرئيسة الجمهورية السيّدة زوزانا كابوتوفا تستعدّ أيضاً لاستقبال البابا بالكثير من الفرح”، فيما أعلن رئيس مؤتمر أساقفة سلوفاكيا أنّ هذه “لحظة رائعة بالنسبة إلى الكنيسة أسرها”.
ويعتبر الأب كرامارا أنّ الإعلان عن الزيارة “يُذكّر بزيارات يوحنا بولس الثاني التي كانت تشجيعاً كبيراً للبلد برمّته. وبالفرح نفسه، سنستقبل البابا فرنسيس. نحن بلد صغير، ولم نكن نتوقّع هذا الإعلان. مراراً، دعا أساقفتنا الأب القدس وغالباً ما تساءل المؤمنون متى سيأتي البابا… نحن بحاجة إلى تشجيع لإيماننا”.
مراحل الرحلة
سيزور البابا براتيسلافا (عاصمة البلد)، لكن أيضاً مقرّ المدينة الأسقفيّة الغربيّة، كما شرح ذلك الأب كرامارا.
هناك مدينتان كاثوليكيتان في سلوفاكيا: في براتيسلافا وفي كوسيتشه والتي هي المحطّة الثانية في زيارة الأب الأقدس.
“ثمّ هناك عاصمة البيزنطية أو الروم الكاثوليك في بريشوف، أي المحطّة الثالثة في زيارة البابا الذي سيلتقي اللاتين والبيزنطيين.
بعد ذلك، سيزور البابا مقرّاً “بغاية الأهمية” بالنسبة إلى السلوفاكيين: مزار ساستان غرب سلوفاكيا، حيث يجري كلّ سنة الحجّ الوطني في 15 أيلول لمناسبة عيد سيدّة الأوجاع.
عندما علِم أساقفة سلوفاكيا أنّ البابا سيأتي بعد مؤتمر بودابست الإفخارستي الذي ينتهي في 12 أيلول، “تمنّوا حقّاً أن يتمكّن من المشاركة في هذا الحجّ الغالي على قلبنا، والبابا وافق”.
لهذه المناسبة، سيُصلّي السلوفاكيّون لعذراء الأوجاع، و”هذا حجّ بغاية الأهمية أجرته كنيسة سلوفاكيا بشجاعة حتّى خلال الاشتراكيّة، وإن كان النظام قد عارضه، إلّا أنّه لم ينجح”.
العلمنة والاستهلاكية
“من بين التحديات الكبيرة التي كان على السلوفاكيين مواجهتها بعد سقوط الشيوعيّة، العلمنة بالتأكيد. فخلال فترة الاضطهادات، كان الناس يشعرون بحاجة قويّة للبقاء مُخلصين للإنجيل وللأب الأقدس، والنضال لأجل إيمانهم. واليوم، هناك الحرية وأخيراً، وأصبح من الأصعب أن نشرح للشباب لما من المهمّ الحفاظ على الجذور والإيمان والعيش بحسب هذا الإيمان، بدون السعي فقط خلف الأشياء المادية. إذاً، التحدّي الأوّل يكمن في مواجهة العلمنة والاستهلاكية، ونحن نحتاج إلى أن يتمّ تشجيعنا في إيماننا. ثمّ هناك تحدّي الفرديّة، والمَيل لنسيان الأضعف”.
وختم الأب كرامارا قائلاً إنّ الشعب ينتظر بفارغ الصبر زيارة البابا، فيما القادة الروحيّون يُترجمون الإرشادات الرسولية والرسائل العامة والوثائق إلى اللغة السلوفاكية ويوزّعونها بهدف مناقشتها مع المؤمنين.