“يا سلطانتي وأمّي، أسألك أن تهديني إلى واسطة أحفظ بها الماء في بئر ” الدّورات”، وإذا استجبتني، فإنّي سأجعل الدّير هناك على اسمك، وأبني على هذه البئر كنيسة لك…”
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
وهكذا حصل… هكذا تحقّق الوعد… كنيسة سيّدة البئر…
مريم كانت الواسطة الكبرى، ليحقّق الرّبّ أمنية “أبونا يعقوب”
طلب منها أن تهديه إلى واسطة لحلّ مشكلة الماء، ولكنّها كانت الواسطة المؤدّية إلى تحقيق الغاية الأسمى…
من لاذ إلى مريم، نال ما يريد…
لأنّها أمّنا….فهي تصغي إلى ما نريد، وتسعى إلى تحقيقه…
أراد أبونا يعقوب أن يؤمّن الماء لدير الصّليب. حفر في منطقة “الدورات” -على مقربة كيلومترين من الدّير- حفريات ٍعميقة لجمع المياه، ولكن دون جدوى. وكي لا يذهب عمله سدًى وسّع الحفرة، لتصبح خزّانًا لجمع المياه. ولكنّ الجدران تشقّقت، وانسابت المياه إلى الخارج.
وصدف أن مرّ الكبّوشيّ بدير الآباء الكبّوشيين في باب ادريس، فوقع نظره على صورة عتيقة للسّيدة العذراء تحمل الطّفل يسوع، وأمامها بئر، وتحت الصّورة كتابة:”سيّدة البئر”
تلك الصّدفة إشارة من الله…
نعم … لا صدفة عند الرّبّ… بل هناك تدبير إلهيّ، وعناية إلهيّة…
حمل أبونا يعقوب الصّورة، وشعر بأنّ السّماء تمطر عليه ماساتٍ من النّعم، والخير… طلب مساعدة السيّدة العذراء، توسّل إليها، وسألها ما يريد، ووعدها بأن يبني لها كنيسة على اسم سيّدة البئر… وما إن وصل إلى دير الصّليب، حتى التقى بمن ساعده من خلال مشورةٍ يستطيع من خلالها، حفظ الماء في البئر.
وهكذا تأمّنت مياه الدّير، وبنى أبونا يعقوب الكنيسة وفاءً لنذره…
هل أجمل من طلب شفاعتك يا أمّنا القديسة ؟؟؟؟
لطالما دعا أبونا يعقوب المؤمنين إلى طلب شفاعة مريم ، واعتبر أنّ لا أحد يستطيع العيش بدون مريم…
لأنّك أمّ الله، ومحبّتك تفوق كلّ محبّة…
حبّك يا مريم غايتنا.. حبّك يجيب عن كلّ سؤال نوجّهه إليكِ طالبين منك مساعدة، وراحة…
أمّنا مريم… تصغين إلى احتياجاتنا، تصغين إلى نبض قلوبنا…
إنّك حاضرة، مستعدّة دومًا لتقوّي ضعفنا، وتبدّدي مخاوفنا…
تستمدّين قوّتكِ من قوّة اللّه القدير، وتتشفّعين بنا…
سنصلّي دومًا، سنطلب شفاعتك…
يا سيّدة البئر، صلّي لأجلنا… اجعلي حياتنا نبع خير، وإيمان، وسلام…
ساعدينا كي نستقي دومًا من فيض حبّك، ماءَ طهرٍ، وقداسة …