توجّه البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم الاثنين 13 أيلول 2021 إلى “مركز بيت لحم” للمشرّدين في براتيسلافا ضمن زيارة خاصّة، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت. وهو مَن أراد صراحة هذه المرحلة من زيارته الرسوليّة إلى سلوفاكيا، مع الإشارة إلى أنّ راهبات الأمّ تريزا وكورس أطفال استقبلوه لدى وصوله.
شكر وبركة
عبّر الأب الأقدس عن فرحته لقيامه بهذه الزيارة شاكراً الراهبات على استقبالهنّ وعملهنّ ومرافقتهنّ ومساعدتهنّ. ثمّ شكر الأمّهات والآباء، وشكر الشباب على وجودهم، مُضيفاً: “الرب أيضاً معنا… الرب معنا في لحظات التجربة. إنّه لا يتخلّى عنّا أبداً بل يُرافقنا في طريق الحياة. لا تنسوا هذا، خاصّة في لحظات الحياة المُظلمة”.
ثمّ أمضى الأب الأقدس وقتاً في الدار والتقى حوالى ثلاثين شخصاً عاشوا في الطريق، فيما الآن هم في ضيافة الراهبات. بعضهم مرضى وآخرون أصحاب إعاقات، لكنّ كثراً منهم يُساعدون آخرين يواجهون صعوبات.
أمّا على كتاب المركز الذهبي، فقد كتب البابا كلمة شكر ذكر فيها أنّه يُصلّي على نيّة الراهبات، طالباً كعادته صلاتهنّ لأجله. ثمّ خرج البابا ليتلو “السلام عليك يا مريم” مع الأشخاص الحاضرين، قبل أن يُقدّم للجماعة تمثال العذراء بالسيراميك الأزرق والأبيض ويُبارك الجميع، فيما غنّى له الأطفال.
محطّة أرادها البابا
خلال التحضير للرحلة، طلب البابا التمكّن من لقاء أشخاص ليسوا في قلب اهتمام البلد، وهذا المركز هو مكرّس للفقراء وللمشرّدين، فالراهبات مرسلات المحبّة (اللواتي أسّستهنّ القدّيسة الأمّ تريزا) يهتممن بالأشخاص والأولاد الذين يواجهون صعوبات، إذ حوّلن منزلاً كبيراً لدار لاستقبال المشرّدين. كما وأنّ الراهبات يذهبن للقاء المهمّشين الذين يعيشون تحت جسور المدينة، والدار تؤمّن المساعدة الطويلة الأمد لعدد من الأشخاص يتراوح بين 20 و40.
كورس أولاد الرعيّة
يقول كاهن رعيّة العائلة المقدّسة المجاورة إنّه تشرّف باستقبال يوحنا بولس الثاني في سلوفاكيا سنة 2003. وأخبر “راديو فاتيكان” أنّ “الراهبات يأتين إلى القدّاس مرّة في الأسبوع، فيما الكهنة يحتفلون بالإفخارستيا في المركز يوم السبت ويُصغون إلى الاعترافات ويمسحون المرضى”.
من ناحيتهم، يُعدّ أولاد الرعيّة هدايا لأجل الفقراء ويرتّلون لأجلهم.
ويشهد الكاهن أنّ نزلاء مركز بيت لحم “يحتاجون إلى كلّ شيء”: “يحتاجون إلى الاغتسال وتناول الطعام وإلى العناية. كثر منهم هم مدمنون على الكحول والمخدّرات”.
وبحسب الكاهن، هناك الكثير من المشرّدين الذين يعيشون في المدينة لأنّ فرصهم بإيجاد عمل هناك أكبر، وهم “لا يفهمون كيف يمكن لحبر أعظم أن يأتي إلى مكان متواضع ومنسيّ ومجهول من قبل كثر”.