Pixabay Public Domain CC0

ارتفاع الصليب نقطة تحوّل

مراجعة الذات في عيد الصليب

Share this Entry
بدلاً من قبول موت أوهامنا، وادعاءاتنا، ونرجسيتنا، وسلوكياتنا المهزومة، غالباً ما نختبر ميل بشري لقتل الآخرين، بالمفهوم الواسع للموت وبطرق متعددة. و لكن ها يسوع من علو صليبه يموت “من أجلنا” ليس بمعنى “بديل لنا” ولكن “تضامنًا مع” معاناة البشرية جمعاء منذ بداية الزمن! ارتفاع صليبه هو ابداً نقطة تحول لأرواحنا ومسار تاريخنا.
في تأمل عميق يكتب اللاهوتي جيمس أليسون: ” مساحة الصليب – حيث يرتفع المسيح ضحية – هو المكان الذي لا يريد أي منا احتلاله على الإطلاق … بل إننا نقضي وقتًا طويلاً في توجيه أصابع الاتهام والتأكد من أن الآخرين سيحتلون تلك المساحة، وليس نحن .
هذا الإله العجيب يحتل مساحة [الضحية] عمدًا، و لو دون أي انجذاب إليها، فهو قبل الصليب لا حباً بالآلام ولا ليثبت فقط أننا لسنا بحاجة إلى الخوف من الموت، ولكن أولاً ليقول : “نعم ، أنتم فعلتم هذا بي ، وهكذا تفعلون لبعضكم البعض، وها أنا أعاني من هذا، ولكنني حريص على مساحة الصليب لأوضح لكم أنني الحياة و المحبة معاً. لا شروركم و لا آثامكم قادرة أن تهزم محبتي لكلٍ منكم . دعوا صليبي يزيل سموم الخوف… تأملوا صليبي علّكم تدركوا حبي ، فعليه نزلت إلى أدنى غرقكم لأرفعكم من موتكم…”
اليوم مع الأسف ونحن في قمة الآلام، لا نزال غرقى في بحر الآثام ولا زلنا نمتهن لغة الإتهام. كثيرون بيننا إكرامهم للصليب يبتعد عن لغة الحياة والرحمة ويأخذونه – مخطئين – رمزاً لنصرة الإنتقام و الإنقسام … ومنا من يأخذه واجهة تغطي داخل مصاب بالأسقام كي يبدو للعيان “ذاك التقي الذي به يليق الإحترام” … و لكن ها عيد إرتفاع الصليب يدعونا جميعاً الى مراجعة الذات وما يصدره قلبنا من أحكام. فهل نعطي عمق المحبة التي في الصليب ما تستحق من الإهتمام؟
قال يوماً الأب روهر: “على الصليب، تمزق الحجاب بين القدوس وغير المقدس وأصبح “حجاب جسده” باباً حيّاً (عبرانيين ١٠) بتنا جميعًا قادرين مدعوين الى دخول قدس الأقداس، الذي هو قلب الله…
فهل ندرك عمق الإنعام ؟!
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير