Pixabay CC0

الفساد: عبادة صنم المال

المال هو ما يمكن للإنسان أن يجعله سيّدًا عليه… يمكن أن يجعل منه صنمًا

Share this Entry
ليست عبادة الأصنام فقط في السجود أمام تماثيل… فهناك الكثير من الأشخاص يعبدون المال… ألم يقل لنا الرب يسوع: «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ» (متى٦: ٢٤)؟
فالمال هو ما يمكن للإنسان أن يجعله سيّدًا عليه… يمكن أن يجعل منه صنمًا! لذلك يُخبرنا سفر الحكمة عن عَبَدَة الأصنام فيقول: «فَإِنَّهُمْ يُمَارِسُونَ ذَبَائِحَ مِنْ بَنِيهِمْ، وَشَعَائِرَ خَفِيَّةً وَمَآدِبَ جُنُونٍ عَلَى أَسَالِيبَ أُخَرَ. لاَ يَرْعَوْنَ حُسْنَ السِّيرَةِ وَلاَ طَهَارَةَ الزَّوَاجِ فَيَقْتُلُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ بِالاِغْتِيَالِ وَيُمِضُّهُ بِالفَاحِشَةِ. شَرٌّ مُتَفَاقِمٌ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ، الدَّمُ وَالْقَتْلُ وَالسَّرِقَةُ وَالْمَكْرُ وَالْفَسَادُ وَالْخِيَانَةُ وَالْفِتْنَةُ وَالْحِنْثُ وَقَلَقُ الأَبْرَارِ، وَكُفْرَانُ النِّعْمَةِ وَتَدَنُّسُ النُّفُوسِ وَالْتِبَاسُ الْمَوَالِيدِ وَتَشُوُّشُ الزَّوَاجِ وَالْفِسْقُ وَالْعَهَرُ، لأَنَّ عِبَادَةَ الأَصْنَامِ الْمَكْرُوهَةَ هِيَ عِلَّةُ كُلِّ شَرٍّ وَابْتِدَاؤُهُ وَغَايَتُهُ.» (سفر الحكمة١٤: ٢٣-٢٧)
للأسف! هذا ما نراه اليوم في تصرفات عَبَدَة المال:
– يذبحون بنيهم… أليس الإحتكار والسرقة والتهريب… الخ… هو ذبح للناس؟
– الأعمال الخفية وحفلات الجنون… ونحن نرى ونسمع كيف يحيا الفاسدون البذخ والمجون، غير آبهين بمصير الشعب الجائع…
– إلغاء الآخَر عبر شرذمة العائلة، واغتيال الصداقة، وتمجيد السيرة السيئة…
– زرع الشرور في كل مكان… «لأَنَّ عِبَادَةَ الأَصْنَامِ الْمَكْرُوهَةَ هِيَ عِلَّةُ كُلِّ شَرٍّ وَابْتِدَاؤُهُ وَغَايَتُهُ».
كل هذه السيئات هي نتيجة عبادة المال، لذلك نقرأ: «اُذْكُرِ الْفَسَادَ وَالْمَوْتَ، وَاثْبُتْ عَلَى الْوَصَايَا.» (يشوع بن سيراخ٢٨: ٧) فإن فهمنا خطورة فساد عبادة المال، نثبت على الوصايا لأنّ «مَنْ أَحَبَّ الذَّهَبَ لاَ يُزَكَّى، وَمَنْ اتَّبَعَ الْفَسَادَ يَشْبَعُ مِنْهُ.» (يشوع بن سيراخ٣١: ٥).
ولكن، يُبشّرنا بولس الرسول قائلا:.«لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ.» (روما٨: ٢١)، لذلك، ما علينا سوى العيش في الرجاء، «هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ.» (٢بطرس١: ٤).
لنهرب من عبادة المال… ولنواجه من يقتلنا بسبب عبادته للمال…
Share this Entry

الخوري يوحنا فؤاد فهد

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير