“البابا فرنسيس الذي سيبلغ من العمر 85 عاماً (أي العمر الذي استقال فيه بندكتس السادس عشر من مهامه) هو رجل يتطلّع بشغف نحو المستقبل. إنّه يُريد إصلاح سلطة الكنيسة بعد أن دفع بها إلى وسط الناس وحثّها على الحوار”: هذا ما أكّده أندريا ريكاردي مُؤسِّس جماعة سانت إيجيديو، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي.
وقد نشر ريكاردي مقالاً في المجلّة الأسبوعيّة الإيطاليّة Famiglia Cristiana حيث لخّص حبريّة البابا التي دامت 8 سنوات، مُكذِّباً إشاعات استقالته ومُشيراً إلى أنّ البابا “شاب بحُلمه بعالم أكثر إنسانيّة، وهو ينظر إلى الحياة والتاريخ على ضوء الإنجيل”.
كما وأشار مؤسّس سانت إيجيديو إلى أنّ رسالة البابا العامّة “فرح الإنجيل” هي “نصّ أساسيّ” في حبريّته وأنّ الارتداد الرعويّ هو رؤية مستقبل الكنيسة والمسيحيين.
ثمّ ذكّر ريكاردي أنّ البابا فرنسيس “وضع الفقراء في وسط الكنيسة. ومعه، يُعتَبَر الفقراء كسرّ لوجود يسوع. لا يتعلّق الأمر بخيار استثنائي، بل بكنيسة فقراء تنطلق من حَجَر مرفوض، وتُعانق الجميع. مِن هنا، وُلد التنبّه حيال المهاجرين، وهو وجه يميّز عالمنا”.
في سياق متّصل، ذكر ريكاردي رسالة “كُن مُسبَّحاً” حيث أشار البابا إلى الأزمة البيئيّة، داعياً إلى التغيير السياسي وتغيير طريقة العَيش، كما دعا إلى الاعتناء بالأرض والتفكير في قدر مشترك للبشريّة. “هذا هو صراعه غير المُسلّح: الشعوب، الأمم، النساء، الرجال، والديانات، الجميع إخوة”.
وتوقّف ريكاردي أيضاً عند رسالة “جميعنا إخوة” التي تقضي رؤيتها بالتالي: “إن لم يُدرك العالم هذا القدر المشترك، سيذهب إلى الدمار الذاتي”.