منح البابا فرنسيس “الشراكة الكنسيّة، بحسب التقليد وعَمَلاً بالمعايير المرعيّة الإجراء” لبطريرك كيليكيا للأرمن الذي انتُخب في 23 أيلول واستُقبِل في الفاتيكان في 24 أيلول 2021، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
في الواقع، وجّه الأب الأقدس رسالة للبطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان عاهداً إليه قيادة الكنيسة على طريق “الأخوّة والحوار المسكوني”. وأضاف: “كلّ فرد من شعب الله الكاثوليكي الأرمني كان ينتظر راعيه ليعرفه وليدعوه باسمه وليخضع لكلمة الإنجيل القويّة لكن الناعمة”.
كما وتطرّق البابا في رسالته إلى معاناة سوريا ولبنان حيث كنيسة كيليكيا للأرمن موجودة، لكن أيضاً إلى الوباء، وصولاً لإطلاق نداء للأخوّة: “جميع ذوي الإرادة الصالحة، خاصّة المسيحيين، مدعوّون ليكونوا قريبين وليُظهروا أنّهم إخوة، مع تخطّي اللامبالاة والوحدة. حتّى في تاريخ وفي صحراء عصرنا، يمكننا وعلينا السَّير نحو المسيح القائم من الموت”.
ثمّ تطرّق البابا إلى غنى وألم الشعب الأرمني “الخبير في المعاناة بسبب العديد من التجارب على مدى أكثر من 1700 سنة من التاريخ”.
وأشار البابا إلى “شعب قادر على الانفتاح وعلى حمل الثمار بفضل قداسة وحكمة قدّيسيه وشهدائه، ثقافة مفكّريه، وفنّ مَن يعرف حفر إشارة الصليب في الصخر كما في شجرة الحياة، شهادةً على انتصار الإيمان على كلّ قوّة معادية في العالم”.
في السياق عينه، أوصى البابا البطريرك الجديد “قيادة الكنيسة مع الحفاظ على ذاكرة الكنيسة وتقاليدها”. وأوصاه أيضاً بالاهتمام بالشباب وبالرسالة مع الاتّكال أيضاً على جماعات المكرّسين ، مُتطرّقاً إلى التناسق الذي يجب إيجاده بين حاجات الجماعات…
ثمّ دعا الأب الأقدس إلى التأمّل بمثال القدّيسين خاصّة القدّيس غريغوريوس دي ناريك الذي أعلنه معلّم الكنيسة، مُعبِّراً عن أمله بأن يتمكّن الأرمن مجدّداً من أن “يرفعوا الأشرعة في العقود الأولى مِن الألفيّة الثالثة”.