“فلنساعد أوروبا الحاليّة المريضة جرّاء التعب كي تستعيد وجه يسوع الشاب وعروسه. لا يمكن إلّا أن نُعطي ذواتنا كلياً كي يُصبح الجمال مرئياً”: بهذه الأمنية أنهى البابا عظته خلال قدّاس الذكرى الخمسين لتأسيس مجلس المؤتمرات الأسقفية، والذي ترأسه الخميس الماضي 23 أيلول 2021 في بازيليك القديس بطرس، في عيد القديس بادري بيو، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان.
في عظته، شدّد الأب الأقدس على 3 أفعال: التفكير، إعادة البناء والرؤية. وقد دعا إلى “التفكير” في الجوع والعطش إلى إله البشرية، وتفكير كلّ واحد في عيشه إيمانه: “تدعونا كلمة الله إلى التفكير في ذواتنا: هل نشعر بالعطف والرأفة حيال مَن لم يفرحوا للقاء يسوع أو مَن فقدوه؟ هل نحن هادئون لأنّه في العمق لا ينقصنا شيء كي نعيش أو أنّنا قلقون لرؤيتنا الكثير من الإخوة والأخوات بعيدين عن فرح يسوع؟”
ثمّ مُتأمِّلاً بالمحبّة، أضاف البابا هذه الفكرة: “قلّة المحبّة تتسبّب بالبؤس لأنّ الحبّ وحده يُشبع القلب”.
وهنا، أوصى البابا بمراجعة أولويّات الكنيسة: “لعلّها أيضاً مشكلتنا: التركيز على مواقف الكنيسة والنقاشات وجداول الأعمال والاستراتيجيات، مع فقدان رؤية البرنامج الحقيقي ألا وهو برنامج الإنجيل: انطلاقة المحبّة والمجانية. إنّ طريق الخروج من المشاكل والانغلاق هو دائماً طريق المجانية. فلنفكّر في هذا”.
أمّا فيما يتعلّق بالكنيسة في أوروبا، فقد أشار البابا إلى أنّه من المناسب أن نعاود الانطلاق من الأسس والجذور: “من هنا يمكن أن نُعيد البناء، من تقليد الكنيسة الحيّة الذي يعتمد على الأساسيّ، على البُشرى السارّة، على القُرب وعلى الشهادة”.
ثمّ دعا البابا إلى الوحدة في الكنيسة قائلاً: “هذه هي دعوتنا، أن نكون جسماً واحداً مؤلّفاً من الكلّ. مهمّتي كراعٍ أن أجمع القطيع وليس أن أُبدّده أو أن أُبقيه في مكان مُقفَل. وإلّا فذلك سيعني قتله. لكن إعادة البناء تعني أن نُصبح فعلة شراكة ووحدة على جميع المستويات، عبر الإنجيل”.
وأخيراً، مُتأمِّلاً في “الرؤية”، طرح البابا هذا التشخيص: “يعتقد كثر في أوروبا أنّ الإيمان هو شيء قديم. لماذا؟ لأنّهم لم يروا يسوع يعمل في حياتهم. وغالباً ما لم يروه لأنّنا لم نُظهره في حياتنا. لأنّ الله يُرَى في وجوه وتصرّفات الرجال والنساء الذين تغيّروا بوجوده”.