ما أراده هو إصلاح المجتمع المسيحيّ بواسطة العلمانيين..
أمضى العمر يسعى ليخطّ المجتمع، والوطن بالإصلاح ، والمحبّة… أفنى أيّامه ساعيًا ليوقّع على جبهة الإنسان، برسم الصّليب، وباسم المسيح…
هذا ما أراده أبونا يعقوب…
أراد إنسانًا ذا فضائل تقوده إلى طريق القداسة…أراد إنسانًا حيًّا يتنشّق حياةً من نفَس الإنجيل الحيّ…
إنطلاقًا من مدارسه، سعى أبونا يعقوب إلى جمع أهالي المتعلّمين، ليختار منهم نخبةً تشكّل الرّهبنة الفرنسيسكانيّة الثّالثة للعلمانيين. هذه الرّهبنة أسّسها القدّيس فرنسيس الأسيزيّ، والتّي من خلالها، أراد أن يشجّع الإنسان على عيش الفضائل، والأعمال الصّالحة، والمحبّة الأخويّة، والاغتناء بالكتاب المقدّس، وعيش العدالة، والسّلام، والتّوبة، والابتعاد عن الفساد…
آمن أبونا يعقوب أنّ الثّالثيّ هو جنديّ سلاحه الصّليب، لمحاربة العالم، لا بالهرب إلى الأديرة، بل في الميدان… يمكنني أن أعيش كراهب بدون أن أترك العالم… الثّالثيّ في العالم كالنّفس في الجسد ، ليمنعه من الفساد.
نعم.. إنّ إصلاحَ المجتع متوقّفٌ على كلّ منّا…
نعم ..كلّنا قادرون لأنّ الله معنا كما كان مع ” أبونا يعقوب”، وغيره وغيره من القديسين…
نعم … الكتاب المقدّس هو خير دليلٍ، ومرشدٍ، ومربٍّ…
بكلمة الرّبّ، نمحو الفساد، سلاحنا الصليب، ودرعنا الحبّ…
بكلمة الرّبّ نحيا نذور رهبنة الفرح، والإيمان، والسّلام…
لنصغِ إلى صوت الرّبّ، لم يملَّ يومًا من الوقوف على أبواب قلوبنا لمناداتنا…
لنكن مع الرّبّ، كما هو معنا…
لنحيَ فرح كلمته، عندها نبني السّلام، والإيمان… عندها نبني الإنسان…