لكل بيت “حشمته”، لكل بيت “قدسيّته”، لكل بيت أسراره. مشكلة العصر، بأنه لم يعد هناك ما يعرف “بخصوصية البيت”، الكل يتدخل بأمور البيت، من أقارب وأصدقاء، الكل يدخل ويعطي آراءه أو “يبخّ سمومه” ويرحل. الكلّ يدخل ويعطي من خبرته، وتحاليله لأمورنا الخاصة. وأتى اليوم “عالم الفايسبوك” وكسر “قدسيّة أسرار البيت” من نشر الصور والأخبار والتعليقات وإلخ. كل هذه الأمور، حولتنا إلى “أشخاص متعرّين من الداخل، فارغين، لا نملك شيئً خاص بنا”. لا أحد يحق له الدخول إلى مملكة “أهل البيت”، لا يحق لأحد أن “يضع الأحكام في هذه المملكة” إلا أصحاب البيت. “لا ترموا جواهركم للخنازير، فإنها تدوس عليها وترتدّ عليكم”، وتذّكروا دائمًا ليس الكل يتمنّى لكم السعادة والسلام، وليس الكل فرحين “بنجاحكم”، البعض ينتظر الفرصة للدخول وتحطيمها، فإجعلوا من عتبة بيتكم “خط أحمر” لكل كلام الناس.
كما هناك أمر لا بدّ لفت النظر إليه، وهو من الأخطاء الكبيرة التي يقع بها بعض الأهل. هذا الخطأ هو عدم فصل هموم خارج البيت عن أهل البيت، أي عدم فصل “العمل” عن البيت. فيأتي الرجل من العمل جالبًا معه كل “الغضب، والتشاؤم وإلخ” فيدخل بهم إلى بيته بدل تركهم على عتبة البيت، فينتقم من أولاده ومن زوجته، وهم “البريئين” من هذا الغضب. لا تدخلوا مشاكل “العمل” إلى البيت، ولا تجلبوا “العمل” إلى البيت، العمل “لا ينتهي” ولكن الأشخاص الذين يحيطونني بالبيت “سينتهون يومًا ما” وعندئذٍ لن ينفع “البكاء وصريف الأسنان”.
(يتبع)
لقراءة الجزء الأوّل: https://ar.zenit.org/2021/09/28/%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b5%d8%a7%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a8%d8%b9-%d9%84%d8%b9%d8%a7%d8%a6%d9%84%d8%a9-%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d8%af%d8%a9-2/