“بنيان المستقبل بفرح وأمل”: هكذا دعا البابا فرنسيس الكاثوليك في المكسيك. في الواقع، كتب البابا فرنسيس رسالة إلى المونسنيور روجيليو كابريرا لوبيز، رئيس المؤتمر الأسقفي المكسيكي، لمناسبة الذكرى المئوية الثانية على استقلال المكسيك، داعيًا فيها إلى عمليّة “تطهير” و”تعزيز الأخوّة”.
وقال البابا في رسالته التي صدرت في 16 أيلول 2021 بإنّ “الاحتفال بالاستقلال هو تأكيد للحريّة التي هي هديّة واختبار دائم”. إنّ هذه المئوية الثانية هي أيضًا مناسبة للعمل في الاتجاهين: “تعزيز الجذور والتأكيد من جديد على القيم التي تبنينا كأمة”.
تقوية الجذور
تتطلّب تقوية الجذور “إعادة قراءة الماضي، مع الأخذ بعين الاعتبار الأضواء والظلال التي شكّلت تاريخ البلاد”، وتشمل عمليّة تنقية الذاكرة، للتعرّف حتى على الأخطاء “المؤلمة” للغاية.
ذكّر بأنه هو نفسه مع أسلافه طالبوا بالمغفرة عن الخطايا الشخصية والاجتماعية، لكلّ الأعمال التي لم تساهم في التبشير بالإنجيل”.
وأشار إلى العقود الأولى من القرن العشرين، في المكسيك، حين ذكر البابا الإجراءات المتَّخَذة ضد الشعور الديني المسيحي من قِبل جزء كبير من الشعب المكسيكي، مما تسبّب في معاناة كبيرة”.
الأخوّة المنشودة
يجب أن نستخلص العِبَر من الماضي ومواصلة اتخاذ الإجراءات لتضميد الجراحات، وزرع الحوار المفتوح والمحترَم للاختلافات وبنيان الأخوّة المنشودة”.
بالنسبة إلى البابا، إنّ إعادة تأكيد القيم يسمح بالعيش بشكل أفضل الحاضر وبنيان المستقبل بفرح ورجاء. وشدد البابا على أنّ الأمّة المكسيكية ترتكز على الاستقلال والاتحاد والديانة داعيًا إلى الحفاظ عليها، حتى في إطار العنف المستمرّ.
سيدة غوادالوبي: مصالحة وثقافة
ذكر البابا عيد سيدة غوادالوبي، القديسة الشفيعة للمكسيك وأمريكا اللاتينية و”الاحتفال، بعد عقد من الزمن، بالذكرى الخامسة بعد المئة لظهورات غوادالوبي: مسيرة إيمان لكنيسة البلاد.
وذكّر البابا فرنسيس أنّ عذراء غوادالوبي تعزّز الأخوّة والحريّة والمصالحة وثقافة الرسالة المسيحية، ليس في المكسيك فحسب، بل في كلّ أنحاء الأمريكيتين”.