Family - Pixabay - CC0 PD

الوصية السادسة: المال لفرح اليوم وليس كنز لسعادة مستقبلية

من سلسلة الوصايا السبع لعائلة سعيدة

Share this Entry
الأمر الوحيد الذي لقبه يسوع بإله هو “المال”، الأمر الوحيد الذي أطلق يسوع عليه لقب العبادة هو “المال”، الأمر الوحيد الذي سواه يسوع بنفسه هو “المال”: بقوله “لا تعبدوا ربيّن الله والمال”.
الأمر الغريب في هذه الحياة بأن الإنسان إخترع فكرة “المال”، أعطى قيمة “لورقة” وأصبحت هذه “الورقة/المال” أمر ضروري بالحياة توازي ضرورية “المياه والأكل والتنفّس”. نعم، إخترع “ورقة” أطلق عليها إسم “ورقة نقديّة” وأصبح يصنّف الناس حسب ما يمكلون من هذه “الورقة”.
شئنا أم أبينا، المال أصبح أمر ضروري في حياتنا اليومية لا نستطيع العيش بدونه، لأن كل ما نريد أن نفعله يتطلّب مال، لأنه لم يعد هناك أي أمرٍ مجانيّ: الطعام، الشراب، المسكن، البنزين، الكهرباء، الثياب، إلخ. أمور كلها أساسية في الحياة اليومية لا نستطيع الحصول عليها من دون المال.
الطبابة والتعليم، حقيّن أساسيين لكل إنسان، لا نستطيع الحصول عليهما من دون مال.
حتى “الفرح اليومي” من سينما ومسرح ومطعم وكزدورة وإلخ لا نستطيع الحصول عليه من دون مال.
وأتت الحياة ببعض الأمور الكمالية كالهاتف والكومبيوتر وإلخ وأصبحوا من “الحاجات اليومية” لا نستطيع الحصول عليها من دون المال.
ما العمل، إذًا؟ لا نعمل، لا نتعب من أجل الحصول على المال، لأننا هكذا نعبد “ربيّن”؟
كلا، العمل أمر مقدس، وكل الأمور التي نحصل عليها يجب أن نتعب من أجلها، هكذا هي سنّة الحياة. ولكن الأسف المشكلة ليست هنا نعمل أم لا نعمل. المشكلة تكمن عندما يصبح المال “هدف أساسي” وليس “وسيلة خدمة”، عندما يصبح الأمر “الهمّ الوحيد هو تجميع المال” وليس “المال هو خادم عندي أحصل عليه ليخدمني بأمور عديدة في حياتي اليوميّة”. لأن عندما يصبح “المال” هدف أساسي للإنسان عندئذٍ:
– سبيبع ضميره من أجل المال.
– سبيع جسده من أجل المال.
– سيبيع كرامته من أجل المال.
– سيبيع عائلته من أجل المال.
– سيبيع وطنه من أجل المال.
– سيشّرع كل شيء له، ويصبح كل شيء حلال في خدمة “جلب المال”.
الأمر الذي أستغربه أكثر هو أنّ الإنسان يمضي حياته ويفني جسده وصحّته من أجل الحصول على المال، وعندما يحصل عليه يمضي القسم الثاني من حياته بصرف المال على المستشفيات من أجل صحته التي تدهورت من أجل الحصول على المال.
أو مثل أبٍ يمضي كل نهاره بالعمل ولا يعطي وقت لعائلته أبدًا لأنه يجب أن يعمل كثيرًا من أجل تأمين الفرح لعائلته، ومن أجل أن تكون عائلته سعيدة ولكن من قال بأن العائلة لا “تفرح أكثر إذا جلس الأب معها وبينها”. ما الفائدة من أب أعطى كل شيء لأولاده ولكنّه لم يعطهم “حنان الأب وعاطفته” وما الفائدة من أم أعطت كل شيء لأولادها ولكنّها لم تعطيهم “حنان وعاطفة الأم”.
أمّي وأبي لا أريد على الغداء ثلاث أنواع من الطعام، أنا أقبل بصنفين وأعطوني “الوقت” الذي كرستموه للعمل من أجل الحصول على “الصنف الثالث”. ماذا أريد من هذا “الوقت”؟ بهذا “الوقت” أريد أن آكل معكم “الصنفين”.
(يتبع)
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير