“الكلاشينكوف لا يُصنَع في أفريقيا…. إذًا من أين يأتي؟” هذا ما سأله الكاردينال واغادوكو في مقابلة أجرتها معه إذاعة الفاتيكان.
استقبل البابا فرنسيس رئيس أساقفة واغادوكو ورئيس المجالس الأسقفية في أفريقيا ومدغشقر، يوم الاثنين 11 تشرين الأوّل 2021، بينما كان حاضرًا عشية افتتاح المسيرة السينودسية للأساقفة التي ستدوم حتى العام 2023
كلاشينكوفنا هو الصلاة
قدّم رئيس الأساقفة للبابا فرنسيس بيان عمل المجالس الأسقفية في أفريقيا ومدغشقر وذكر النقاط الساخنة في القارّة الأفريقية، بدءًا بالوضع في بلاده ووضع السكان النازحين: “منذ بوكو حرام في نيجيريا، انتشرت قوّات الشرّ في كلّ المنطقة الأفريقية بالأخصّ في مالي، النيجر، بوركينا فاسو. وبصفتي كاهن، أنا في قلب معاناة شعبنا. وكما غالبًا أقول: “الكلاشينكوف هو الصلاة! نحن نصلّي إلى الله ونحاول أن نبدأ أعمال التضامن لصالح السكان المتضررين، ولا سيما النازحين. منذ أسبوع، أفاد الوزير المكلّف بالأعمال الاجتماعية أنّه يوجد أكثر من 1.4 مليون نازح في بوركينا فاسو. يفرّ الناس من الشمال ويتّجهون نحو الجنوب. لقد أصيبوا بالكدمات وفقدوا كلّ شيء وهم لا يحتاجون إلى المساعدة الوطنية بل إلى التضامن الإقليمي والدولي”.
هجمات إرهابية أسبوعيًا
قال كاردينال واغادوكو: “لدينا عدوّ بوجهنا لا نعرفه. من يقف وراء هذه الحركة؟ من يمولّها؟ الكلاشينكوف لا يُصنَع في أفريقيا… إذًا من أين تأتي هذه الآلات التي تقتل الإخوة والأخوات؟ نفشل في تحديد أولئك الذين يتعاونون مع قوى الشرّ. نقول دائمًا “رجال مسلّحين…” من دون أن نتمكّن من التعرّف عليهم بشكل ملموس. بالرغم من وجود قوى خارجيّة، وقوى داخليّة لدولنا، فإننا نفشل في احتواء المشكلة ونرى العشرات، إن لم نقل المئات، من الإخوة والأخوات الذين يموتون من دون سبب”.
الحوار بين الأديان
يرى رئيس أساقفة واغادوكو أنّ الحوار بين الأديان هو حصن ضدّ الإرهاب: “تجدون كلّ الأديان في عائلات بوركينا فاسو من البروتستانت والمسلمين والديانات التقليدية والكاثوليك. هذا ينشئ نوعًا من التسامح بين الناس واحترام الآخرين. أستطيع أن أقول أنّ روابط الدم هي أقوى من الروابط الدينية. باسم القرابة والتحالفات والصدقة، يمكننا أن نجد أنفسنا بعيدين عن الاختلافات الدينية حول الأحداث نفسها، سعداء أو تعساء”.
هذا وأفاد أنّ الروابط بين شخصيات من ديانات مختلفة قد نشأت في بوركينا فاسو: “مع إخواننا المسلمين والبروتستانت وممثلي الدين التقليدي، لدينا جمعية صغيرة غير رسمية للقادة الدينيين ويحدث أنّ المجتمع يناشدنا للمساهمة في السلام الاجتماعي وتعزيز العيش معًا. يطلب منا البابا أن نهدم جدران الكراهية وسوء الفهم والعداوة وبناء الجسور. سنحاول مواصلة جهودنا في هذا الاتجاه، واثقين من أنه يمكن أن يكون له تأثيرًا إيجابيًا لتجنّب الوصم بالعار. فعلى سبيل المثال، يمكن للمرء أن ينغمس بسهولة في الاتهامات المتسرّعة ضد مجموعة عرقيّة. من هنا، إنّ الحوار ضروريّ جدًا ومثمر لكي تفهم الأديان وقادتها أهميّة العمل من أجل حياة أكثر انسجامًا”.