Puerto Princesa, Palawan, Philippines @ Wikimedia Commons / Daibo Taku

…الله بريء

الجزء الأوّل

Share this Entry
كم أنت بريء يا إلهي من التّهم التي تطلق عليك من قبل البشر!
كم أنت بريء من التعييرات التي يتهموك بها!
كم أنت بريء من الصفات والأفكار التي تنسب إليك من قبل البشر!
إتهمت بأنك إله قاتل، شرير، أناني، يحبّ تعذيب الناس، ويستلذ بآلامهم.
فاسمح يا إلهي أن أدافع عنك اليوم أمام جميع هذه التهم، أن أقف في محكمة البشر ضدّ كل المحامون الذين يتهمونك بذلك.
أعرف بأنك لست محتاج من يدافع عنك، ولكن غيرتي عليك، وعلى بيتك، ومن بعد ما إكتشفت عظمة محبتك، واختبرت الفرح الحقيقي والسلام الحقيقي معك، لا أستطيع ان أقف مكتوف الأيدي، صامتًا أمام تجديف الناس.
التهمة الأولى: “الكوارث الطبيعية هي غضب الله”.
غريب أنت أيها الإنسان، كل ما يحدث كارثة طبيعية أو إجتماعية وتقضي على عدد هائل من البشر، تتجرأ بأن تقول بأن هذا من فعل الله. الله بريء من جهلك، أنت تعرف بأن هذا الجبل هو بركان قد يثور بأي يوم، فتبني مدينة سياحية عليه، لأن هذا يجلب المال الكثير، وفجأة يثور البركان، فتتهم الله بذلك. أنت تعرف بأن هذا الخط على الخريطة تكثر به الزلازل، فتبني المدن والقرى عليه، وعندما يحدث ذلك تتهم الله. قطعت الأشجار فكثر التلوث والأمراض فتلقي المسؤولية على الله. الله بريء من شرّك، تطمع بممتلكات أخيك فتشن الحروب وتقتل الملايين، فيُتَّهم الله بذلك. طبقة الأوزون تتمزق فنتّهم الله بالفيضانات.
ما هو هذا “الآب”، الذي كلما يغضب يستعمل الطبيعة لينتقم من “أولاده”!!!!!!!
على الإنسان إحترام مجرى الطبيعة وليس العكس. لأنّ كل مرّة “يخربط” الإنسان مجرى الطبيعة فهذا سيرتدّ عليه بكارثة طبيعية من جراء الخلل الذي سببّه الإنسان. وهذا ليس “غضب الله”.
إذًا، يا حضرات المستمعين، الله بريء من التهمة الأولى، لأنها جريمة قد ارتكبها الإنسان وليس الله.
(يتبع)
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير