كل ما يحدث شيء للإنسان وخاصة إذا كان شر أو مصيبة أو إلخ. نصرخ قائلين “الله هيك كتبلك”،
الله لم يخلق إنسان آلي يحركه كما يريد وكيف يريد،
الله خلق إنسان حرّ يختار مصير حياته بيده.
صحيح، بأننا لم نختار كيف نولد أو أين نولد وإلخ.
ولكن حياتنا اليومية نحن نكتبها ونختارها.
الإنسان حرّ ولو لم يكن حرّ لما كان هناك محاسبة. كيف سيحاسبني الله، إذا كل ما يصيبني هو من “كتابته” يا له من إله مفصوم، يكتب لي أحداث شريرة ومؤلمة ومن ثمّ يأتي ليحاسبني عليها؟
نعم، الله يختار لكل إنسان منذ ولادته، حلم ما، رسالة ما، ولكن لا يجبر الإنسان فيه أبدًا، يترك له حرية الخيار، هو ينادي لكي نتبعه ولكن لا يجبر أحد بإتّباعه.
الله لم يكتب لنا لكي نكون مجرمين أو لصوص أو إلخ.
الله لم يكتب لي: بأنّ أبي مدمن كحول..، أو شريكي الزوجي وحش..، أو طلاق…، أو…
ولكن يا أبونا، يسوع بقول “لا تقع شعرة من رؤوسكم من دون علم أبيكم”، فإذا الله كاتب لكل واحد مصيروا ونحن بدنا نعيش هالشي…
هذه الآية غير موجودة في الكتاب المقدّس، الآية تقول “أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيًّا أَمَامَ اللهِ؟ بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضًا جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ! (لوقا 12/ 6-7). أي الله قريب منكم مثل قرب الأمّ لولدها، أي يعرف كل شيء عنك، فرحك وحزنك، آلامك وقوّتك و… الله بقربك فلا تخف…
المؤسف، كل ما هو خير، ليس من “كتابة الله”، بل نطلق هذه الجملة على كل م يصيبنا من شرّ وألم وحزن ودمار و… ما هو هذا الإله الشرير الذي لا يعرف أنّ يدوّن في دفتري إلا قصص مرعبة…
هذا الشرّ كلّه من صنع أنانيّة وكبرياء وطمع الإنسان.
إذًا يا حضرات المستمعين، الله بريء من هذه التهمة أيضًا.
(يتبع)