“الأسقفية اسم خدمة وليس اسم شرف… على الأسقف أن يخدم وليس أن يُسيطر”: هذا ما ذكّر به البابا فرنسيس الذي أشار كأولويّة، إلى أسقفَين جديدَين، أسلوباً مصنوعاً من القُرب: القرب مع الله، مع الأساقفة الآخرين، مع الكهنة ومع شعب الله، قُرب هو “تعاطف وحنان”، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
في الواقع، رفع البابا فرنسيس كاهنين إلى رتبة أسقف في بازيليك القدّيس بطرس يوم الأحد 17 تشرين الأوّل 2021: المونسنيور غويدو ماريني الإيطالي الأصل (56 عاماً) الذي عُيّن أسقف تورتونا، والمونسنيور فيرادا موريرا التشيلي الأصل (52 عاماً)، وهو أمين سرّ مجمع الإكليروس.
وفي عظته التي ألقاها بالإيطاليّة، أصرّ البابا على نداء المسيح والكنيسة قائلاً: “لقد تمّ اختياركما من بين الناس ولأجل الناس لأنّ الأسقفيّة اسم خدمة وليس اسم شرف… على الأسقف أن يخدم وليس أن يُسيطر”.
ثمّ حثّ الأب الأقدس الأسقفين على إعلان الكلمة، لكن أيضاً على “الصلاة” قائلاً: “أعلِنا الكلمة عند كلّ مناسبة. عاتِبا، أنّبا، ناشِدا بشهامة وعقيدة، وتابِعا الدراسة. وعبر الصلاة والتقدمة والتضحية لأجل الشعب، اغرُفا في ملء قداسة المسيح غنى النعمة الإلهيّة. ستكونان حارسَي الإيمان والخدمة والمحبّة في الكنيسة، لذا علينا أن نكون قريبين”.
ثمّ أشار البابا إلى أنّ “القُرب أسلوب الله. فلنفكّر في أنّ القُرب هو أثر الله. وهو بذاته يقول ذلك لشعبه في سفر التثنية: قربٌ يكون بمثابة تعاطف وحنان”.
وأضاف: “رجاءً، لا تتركا هذا القُرب. اقتربا دائماً من الشعب، اقتربا دائماً من الله ومن الإخوة الأساقفة ومن الكهنة. هذا هو قرب الأسقف. الأسقف رجل قريب من الله في الصلاة… يمكن أن نقول أحياناً “لديّ الكثير لأفعله إلى درجة أنّه لا يمكنني الصلاة”. توقّفا هنا! عندما أوجد الرسل الشمامسة، ماذا قال بطرس؟ “لنا – نحن الأساقفة – الصلاة وإعلان الكلمة”. إنّ أوّل مهمّة للأسقف تقضي بالصلاة، ليس كببّغاء، بل الصلاة من القلب… القرب من الله بالصلاة”.
ثمّ أصرّ البابا على القرب بين الأساقفة: “ستكون هناك نقاشات فيما بينكم لكن كإخوة وكجيران. لا تتفوّها بالسوء أبداً عن الإخوة الأساقفة. أمّا الكهنة، فلا تنسيا أنّهم أقرب الجيران. وإن لم يأتوا هم لزيارتكما، اذهبا أنتما لزيارتهم، فلعلّهم وجدوكما منشغلَين جدّاً”.
وفي النهاية، أشار البابا إلى ضرورة القرب مع شعب الله “من حيث يأتي الأسقف: تذكّرا أنّه تمّ اختياركما من بين القطيع، وليس من بين نخبة أجرت دراسة وتتمتّع بمؤهّلات. لا، من القطيع”.
وختم البابا عظته قائلاً: “فليجعلكما الرب تنموان على طريق القُرب لتُقلّداه بشكل أفضل، لأنّه لطالما كان قريباً، وهو دائماً قريب منّا. ومع قربه الحنون، يجعلنا نتقدّم. ولتحفظكما سيّدتنا العذراء”.