Good Friday - Didgeman - Pixabay - CC0

إغفر لنا أيها الحبّ

الجزء الأوّل

Share this Entry
عفوًا منك أيها الحبّ…
هناك إتهامات كثيرة لك، من قبلي!!!
كم من جرائم إجهاض، تقترف يوميًّا، قد حملت في بدايتها عنوان “الحب”؟
كم من خيانات زوجية، رسمت وعاشت، تحت عنوان “الحب”؟
كم من علاقات، دعارة وزنى وإباحية، تُسَمَّح لأنها مغلّفة “بالحبّ”؟
كم من أجساد، تستهلك وتدمّر وتفقد قيمتها يوميًّا، من جراء لغة “الحبّ”؟
كم من أزواج تغتصب شريكها، في التخت الزوجي، لأن هذا من متطالبات “الحبّ”؟
كم من أحلام قتلت وتحوّلت إلى كابوس، لأنها كتبت في البداية بقلم “الحبّ”؟
كم من مصالح شخصيّة ومكاسب رخيصة، حقّقت تحت شعار “الحبّ”؟
كم من أهالٍ قتلت مستقبل أولادها، ووضعتهم في قفص “اللا-حرية”، متغنّية “بالحب”؟
كم من …
إعفر لنا أيها الحبّ…
إغفر لأنانيتنا، التي استغلّت “الحب” لتبحث عن ذاتها في الآخر بدل أن تبحث عن الآخر في ذاتها…
إغفر لشهواتنا وغرائزنا، التي لبست ثياب “ملاك الحب” لترضِ ملذاتها الحيوانية، وليكون الآخر مخدّر لها تسكّن من خلاله ألمها وفراغها و… بدل أن يكون الحب، هو المروّض لتلك الشهوات، فيتقدّس “جسد الشريك” بقدر قداسة روحه بنظرنا…
إغفر لخوفنا، الذي لم يقبل أن يتحمّل نتائج “الحبّ”… فشرّع كل شيء له، حتى القتل… خوفًا من تحمل المسؤولية والخسران… بدل أن يظهر بأنه على قدر حبّه للآخر، مستعداً أن يخسر كل شيء حتى نفسه…
إغفر لنا أيها الحبّ…
متى سيتعلّم الناس أيها “الحب”…
بأنك لست الإباحية والفلتان… بل أنت الذي يقدس ويطهّر العلاقات…
بأنك لست الجنس فقط… بل هو لغة من لغاتك… حتى لو ماتت هذه اللغة أنت لا تزول… وللأسف كم من علاقات سميّت “بالحب”… ماتت عندما مات الجنس…
بأنك لست الشغف…. الشغف يبحث عن سعادته على حساب الآخر، الأخر هو مخدر له حتى لو دُمِّرَ هذا الآخر… متى سيدرك الناس بأنك أنت الذي تبحث عن سعادة الأخر على حسابك، ولا تقبل أن تكون مخدّر له بل الدواء الذي يزيل الألم… ومستعد أن تدفع الثمن دائمًا، مهما كان غالٍ، حتى لو كان الثمن “روحك”…
بأنك لست…
(يتبع)
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير