إغفر لنا أيّها الحبّ

الجزء الثاني

Share this Entry
أتعلم أيها الحبّ…
لقد تعبتُ من رؤية الدموع في عيون الناس، والشعور بتنهداتهم الموجوعة، وسماع صرخات ألمهم، والتأمل بوجوههم اليائسة و… وعندما أسأل عن السبب، الجواب مشترك عند الجميع هذا “جرح الحب”…
نعم، خلقك الله “أيها الحبّ” نعمة في الإنسان، لتخلق وتجدّد وتحيي وتزرع الأمل وتبني الغد وتداوي الألم وتبلسم الجروحات و… نعم، خلقك وزنة ونعمة في حياتنا فحولناك إلى نقمة في حياة الأخرين…
إغفر لنا أيها الحبّ مع أننا ندري ماذا نفعل…
أتعرف الآن فهمت لماذا الإنسان يبحث عن الصداقات… لأنها هي ستدواي جرح غيابك أيها الحب!…
ويا ليت الناس تتعلّم جيداً من أنت…؟! وكيف تكون…؟! وكيف تعاش…؟!
يا ليتنا ننظر إلى المصلوب على صليب الجلجلة ونتأمل به طويلًا، طويلًا جدًا، لأنه هو المثال الأول عن الحبً، هو نبع الحبّ وحقيقة الحبّ…
ألم يحن الوقت لكي ينبع حبّنا للآخر من حبّ المصلوب لنا…
ألم يحن الوقت لكي نحب كم أحبنا المصلوب…
ألم يحن الوقت ليعود الحبّ هو لغة الحياة ؟!
إغفر لنا أيها “الحبّ”….
فأيها الإنسان، كفى…
إلى متى ستظلّ تحوّل “النعمة”، التي زرعها الله فيك، إلى “نقمة” في حياة الآخر؟
إستعمل الله لغة “الحب” فداوى الناس وشفاهم وردّ قيمتهم و… واليوم يستعمل الإنسان لغة “الحب” ليستغّل الآخر، ويدمّر الآخر، ليمتلك الآخر، ليحصل على حياة الآخر ويرحل بها…
غريب كيف أصبحت جروحتنا وآلامنا هي جروحات وآلام من وراء الحب… الحب وُجِدَ وزُرِعَ فينا لكي نخلق ونجدد الآخر الذي نلتقي فيه…
كفى لإستغلال لغة الحب، وكفى لتشويه لغة الحب !!! يا ليت تعود هذه اللغة إلى حقيقتها… أي نابعة من حب الله.
تذكر دائماً يا إنسان، إذا لم يكن حبّك نابع من قلب يشبه قلب الله فنتائج حبّك مدمرة.
ياربّ علّمني أن أحبّ مثلك… ويا ليت الذي يريد أن يحبّني يكون قلبه مثل قلبك أي أمين بالحبّ. آمين.
لقراءة الجزء الأوّل من المقالة، أنقر على الرابط التالي:
https://ar.zenit.org/2021/10/29/%d8%a5%d8%ba%d9%81%d8%b1-%d9%84%d9%86%d8%a7-%d8%a3%d9%8a%d9%87%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a8%d9%91/
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير