صباح السبت 30 تشرين الأوّل 2021، استقبل البابا فرنسيس الشابة فياميتا ميليس – البالغة من العمر 10 أعوام والمعروفة في إيطاليا لمتابعتها دروسها وصفوفها عن بُعد منذ الجبل حيث تُقيم – مع أبيها ماسيميليانو وأمّها أنا ماريا، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، نقلاً عمّا أشار إليه الكرسي الرسولي.
في التفاصيل، تتابع الفتاة تعليمها عن بُعد على ارتفاع ألف متر بين حوالى 350 نعجة تعود لأبيها في منطقة “فال دي سولي”، عبر وصل كمبيوترها بهاتف والدها المحمول، منذ أن تمّ إقفال مدرستها جرّاء الوباء.
Fiammetta Melis © M. Melis
في الواقع، فياميتا مُسجّلة في مدرسة “ميتزولومباردو” الابتدائيّة، لكنّها أُقفِلت بما أنّها في “المنطقة الحمراء”. وقد أصبحت فياميتا مشهورة بسبب صورة أخذها والدها لها فيما كانت تدرس مُنسجمة ومسرورة بين النعاج.
كما وأنّها تمتطي حصانها “أغريد” غير المسرج، وهي تودّ لاحقاً أن تكون حارسة غابة على حصانها.
Fiammetta Melis © M. Melis
بما أنّ أمّها تعمل في مجال الصحّة بدوام كامل في الوادي، لا يمكن للفتاة أن تبقى لوحدها في المنزل. لذا، تُرافق والدها إلى الجبال. وقد حوّلت الفتاة قيود الوباء “إلى فرصة خلّاقة وسعيدة لمتابعة مساعدة والدها الراعي للنموّ في معرفة الطبيعة، مع إدماج أصدقائها في هذا كلّه”.
بما أنّها متـأثّرة، لم تتمكّن الفتاة من التكلّم، لذا والدها ماسيميليانو ميليس (من سردينيا) هو الذي تكلّم ليُخبر فاتيكان نيوز عبر الهاتف قصّة اللقاء الذي كانت ابنته تحلم به مع البابا فرنسيس.
في الأوّل من تشرين الأوّل، راسلت فياميتا البابا فرنسيس لتقول له إلى أيّ مدى هي محظوظة لتمكّنها من الدراسة في الهواء الطّلق. وأخبرته عن رغبتها في لقائه، طالبة منه أيضاً تشجيع جميع الأولاد على عدم الخوف وعلى الشعور بالشجاعة الدائمة.
بعد أسبوع على هذه الرسالة، رنّ الهاتف! ويُخبر السيّد ميليس: “كنتُ أتناول الطعام في الجبل عندما رنّ الهاتف. أجبتُ وسمعتُ شخصاً يقول: لا تخف، أتّصل بك من الفاتيكان وهذه ليست مزحة. تلقّينا الرسالة، وإن أردتم، البابا فرنسيس يدعوكم للحضور”.
Fiammetta Melis © Vatican News
وقد قال البابا للفتاة بحسب ما أخبر والدها: “ماذا فعلت لِفياميتا فقلبتِ العالم بطريقة تصرّفك؟ أنت كالنعاج… تتنقّلين بحرّية في الجبال. أنت فتاة محظوظة للغاية”.
وأضاف الوالد: “لدينا حيوانات، والطبيعة لطالما أبهرت فياميتا. إنّ كلمات البابا حول الخليقة وعِظاته سمعتها فياميتا بتنبّه كبير. والبابا وعدها بالحضور إلى الجبال”.
ويُتابع الوالد قائلاً: “قال البابا لابنتي: البارحة التقيتُ بايدن رئيس الولايات المتّحدة، واليوم رئيس الوزراء الهندي، والآن أنتِ أميرة العائلات… ثمّ عانقها بين ذراعَيه. أودّ أن يعيش الجميع هذا الاختبار. خُيّلَ إليّ أنّني في قلب عائلة”.
حيوانات، رعاية ومرعى ثمّ كتابة وكمبيوتر وفروض: هذه هي حياة فياميتا التي أخبرتها في كتاب قدّمته للبابا، مع تواقيع جميع أصدقائها الذين ينتظرون عودتها ليعرفوا كيف جرى اللقاء مع البابا!
وقصّتها التي أعجبت البابا جعلتها تستحقّ هديّة، وهي كناية عن قميص فريق “كالياري” Cagliari السرديني الذي تشجّعه “كرمز للمقاومة والصمود: مِثال لِمَن، خلال فترة الوباء الصعبة، يعرفون التأقلم مع الظروف والنظر إلى المستقبل بإيجابيّة”.