Time clock

Robert Cheaib - https://www.flickr.com/photos/theologhia

ثلاثة أخطاء تسلب منا معنى الحياة

الوقت في الحياة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
ثلاثة أزمنة تحدد الوقت في حياتنا الماضي، الحاضر والمستقبل.
والسؤال الكبير المطروح كيف يجب أن نتفاعل معهم؟؟؟
الخطأ الأول:
أن أعيش في الماضي فقط، وأن تقف حياتي عند حدث ما صار في الماضي وأعيشه كل يوم وكأنه يحدث في هذه اللحظة.
مثلاً، نهار الإثنين، رسب تلميذ ما في إمتحان مهم جدًا في حياته الجامعية، فبقي طيلة النهار مصدوم، متألم، حزين، يبكي… إستيقظ نهار الثلاثاء، فتذكر أنه في الأمس قد رسب…
نعم، الذكرى تعيش معنا، ولكن هذا التلميذ جلب مع الذكرى ألمها، ومن جديد عاش الصدمة والألم، والحزن، والبكاء… وكأن الحدث يحدث في هذه اللحظة،
وانقضى الأسبوع كله وهو يعيش هكذا، الذكرى مع ألمها، إنقضى أسبوع صحيح، ولكنّه فعليًا كأنّه ما زال في نهار الإثنين، فوصل إلى الإثنين المقبل، وكان لديه إمتحان ففشل من جديد، لأن طيلة الوقت كان في الماضي فلم يستطع في حاضره أن يحضّر للإمتحان الآتي.
وهذا الأمر يحدث عندما يجرحنا صديق ما، يموت أحد الأقارب أو الأصدقاء وغيرهم من الأمور، فتتوقف حياتنا هناك…
الخطأ الثاني:
عندما نعيش في المستقبل دائمًا، أي أمضي معظم الوقت وأنا أحلّق في عالم الأحلام، فأعيش المستقبل وكأنه يحدث الآن…
مثلاً، يأتي الأستاذ نهار الإثنين ويقول للتلاميذ الإثنين المقبل لديكم الإمتحان الذي يحدد مصير مستقبلكم، أن تكون أطباء أو لا. أحد التلامذة بقي طيلة الوقت وهو يحلم كيف يلبس الثوب الأبيض وكيف يداوي المرضى وكيف يعمل…
إستيقظ الثلاثاء أيضًا، فأتى بالحلم إلى حاضره من جديد وبدأ يعيشه من الآن، وهكذا إنقضى الأسبوع وهو مازال يحلّق في المستقبل، وأتى موعد الإمتحان فرسب لأنه لم يعطي وقت لذاته من أجل التحضير.
ومنهم من يلجأ إلى عالم المستقبل للهروب من الواقع الذي هو فيه…
الخطأ الثالث:
هناك كثير من الناس يقولون نحن نعيش كل يوم بيومه، أي لا يعنيهم الماضي ولا يهمهم المستقبل، يستيقظون كل صباح وكأن لم يكن هناك يوم أمس وليس هناك يوم غد.
مثلًا، يستيقظ التلميذ، لا يهمه أنه رسب يوم الأمس، ولا يعنيه بأن هناك إمتحان آخر غدًا، فيعيش في دوامة كبيرة يفقد فيها المعنى وكل شيء.
تذكر دائماً يا أخي،
إن الإنسان الذي ليس لديه تاريخ أو ماض هو إنسان ليس لديه مستقبل، ليس لديه أهداف، إنسان ليس لديه دافع للعيش فيموت…
والإنسان الذي يحلّق دائمًا في الأحلام، سيأتي يوم ما ويسقط في عالم الواقع فينصدم من الواقع ويموت…
والإنسان الذي يبقى أسير الحاضر فقط، يأتي يوم ما ويختنق…
فإذًا، ما هي العلاقة بينهم؟!
الماضي هو لنقيّمه، لنتعلم منه، لنقرأه، وكل ما تعلمناه منه، نعيشه في الحاضر، فنحسّن الحاضر، فنحقّق خطوة تلوة الخطوة نحو نجاح مستقبلنا…
مثلاً،
حلمي أن أصبح معلّم، فرسبت نهار الإثنين في الإمتحان، أستيقظ نهار الثلاثاء وأقول، نهار الأمس قد رسبت لأنني كنت ضعيف في هذا الأمر ولم أنتبه لهذا الأمر،…
فأعمل على تحسينهم في الحاضر، وعلى إكتسابهم، فيأتي الإمتحان الثاني فأنجح به، وأكون عند ذلك قد تقدمت خطوة نحو المستقبل الّذي أحبه…
خذ وقت صغير، وأعكس ما قرأته على حياتك اليومية:
1.هل أنت من الأشخاص الذين يعيشون بالماضي؟ لماذا؟ وما هو الحدث الذي ما زالت حياتك واقفة عنده؟
2.هل أنت من الأشخاص الذين يعيشون في المستقبل؟ لماذا؟ ما هو هذا المستقبل الذي تعيشه؟ هروب من الحاضر؟
3.هل أنت من الأشخاص الذين يعيشون كل يوم بيومه؟ يا ترى هل تقدمت بحياتك؟ هل تساءلت عن سبب هذا الروتين واللامعنى في حياتك؟
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير