تلبيةً لدعوة البابا فرنسيس للاحتفال باليوم العالمي للشبيبة في الكنائس الخاصّة تحت عنوان “إنهَض واشهَد!”، نظِّم مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركية المارونية لقاءً جمع مُمثّلّين من شبيبة الأبرشيات المارونيّة في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار ومُمثّلّين من شبيبة الحركات الرسوليّة والجمعيّات الكشفيّة ومُمثّلين عن النَشِء الرهباني للرهبانيات المارونيّة والإكليريكيّين حول غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الكُليّ الطوبى، الذي احتفل بالذبيحة الإلهيّة مع لفيفٍ من السادة المطارنة والكهنة على نية المونسنيور توفيق بو هدير، الذي عَبَرَ إلى حضن الآب السماوي في 19 تشرين الأوَّل 2021، مُسلِّمًا وديعة محبَّة الرَّبِّ يسوع وشعلة رجائِه وفرحِه إلى قلب الشبيبة وكلِّ من عرفَه.
خدمَت الذبيحةجوقة “تجمُّع يسوع فرحي”. ومن ثمّ، كانت وقفةٌ احتفاليَّةٌ تكريميَّة للمونسنيور توفيق بو هدير “أبونا الشبيبة” الحاضر دومًا معنا وفي قلوبِنا، تحت عنوان: “يا عَيني عالسّما!”، وذلك يوم الأحد الواقع فيه ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢١، عند الساعة العاشرة صباحًا في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة”. وقد استُهِلَّت الاحتفاليّة التكريميّة بكلمةٍ إفتتاحيّة مع الأمين العام لمكتب راعويّة الشبيبة البطريركيّ السيّد كارلوس معوَّض، أشاد فيها بتميُّز هذا الكاهن الاستثنائي بشخصِهِ وأبوَّتِهِ وأخوَّتِهِ الإنسانيّة وطفولتِهِ الروحيّة وعُمقِ فكرِهِ وبُعدِ نظرِهِ ورحابةِ قلبِهِ وسِعَةِ انفتاحِهِ على الجميع وعلى كلّ الآفاق محليًّا وعالميًّا لخدمة رسالة محبّة يسوع وبثّ فرحِه في قلوب جميع الناس وبخاصّةٍ الشبيبة. ثمَّ كان عرضٌ لفيديو عن شهاداتٍ من مرشدي شبيبة الكنائس (كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك – الكنيسة الكلدانية – كنيسة السريان الكاثوليك – الكنيسة اللاتينية – الكنيسة الإنجيلية – “حركة الشبيبة الأرثوذكسية” – الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية – كنيسة السريان الأرثوذكس – الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية – مؤسسة “أديان”…). تلته رقصةٌ تعبيريّة مع جماعة “بيت العناية الإلهيّة”. ومن ثمَّ، كان فيديو لشهادتين من رئيس جماعة تايزيه Taizé الفرنسيّة والرئيس التنفيذي لمؤسسة يوكات Youcat الألمانية. ومن ثمّ، كانت رقصةٌ تعبيريّةٌ ثانيّة. بعدها، ألقت السيّدة ماغي شمعة بو هدير والدة المونسنيور توفيق، كلمةً أعبرت فيها عن كلّ الحبّ والشكر لله على كلّ نعمِهِ وبخاصةٍ على ابنها حبيب قلبها ورفيق دربها “توفيق”، كما ووجّهَت كلمات مفعمة بالمحبّة والرجاء والشكر والتقدير لغبطة البطريرك الراعي الأب الروحي لأبونا توفيق ولكلّ الشبيبة وبخاصةٍ لمكتب راعويّة الشبيبة البطريركيّ وتجمُّع يسوع فرحي عائلة أبونا توفيق الكبيرة. لاحقًا، تمَّ تقديم تذكار تكريمي من غبطة البطريرك ومكتب راعويّة الشبيبة البطريركيّ لعائلة المونسنيور توفيق، وهو عبارةٌ عن شجرةٍ حُفِرَت عليها أسماء الأبرشيات المارونية، التي تمثِّل عائلة أبونا توفيق الكبيرة. وتمّ عرضُ فيديو ثالث عن مقتطفات من أقوال “أبونا توفيق”. وكانت رقصةٌ تعبيريّةٌ ثالثة، رُفِعَت في آخرها أحرفٌ لكلمةٍ تمثِّل روح “أبونا توفيق” الطفوليّة والمرحة وهي Bravotoufic التي كانت العبارة الأولى من عنوان بريده الإلكتروني. ومن ثمّ، تلا المسؤول الإعلامي في البطريركيّة المارونيّة الأستاذ وليد غياض مرسومًا يقضي بتعيين الكاهن روفايل زغيب، مشرفًا جديدًا خلفًا للمونسنيور توفيق بو هدير على مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة ومديرًا للمركز البطريركيّ للتنمية البشرية والتمكين في دير مار سركيس وباخوس.
وبعد تلاوة المرسوم، وجَّه المشرف الجديد كلمة محبّةٍ وعُرفانِ جميلٍ وشكرٍ من صميم القلب أولاً للربّ ولرفيق دربه في الرسالة “أبونا توفيق”، ومن ثمّ لغبطة البطريرك ولأهله ولأهل “أبونا توفيق” ولرعيّته مار مارون حارة صادر ولتجمّع يسوع فرحي الحلم المشترك لهما، والشكر الأكبر كان بشكلٍ خاصّ لمكتب الشبيبة البطريركي، وفي ختام كلمتِهِ طلب من غبطة البطريرك أن يباركه ومن الجميع الصلاة معه على نية “أبونا توفيق” وبالاشتراك معه من أجل هذه الخدمة الجديدة كي تكون بحسب رغبة قلب الربّ. وأخيرًا، كانت كلمةٌ عفويَّة من القلب لغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي الذي اختلطت كلماته بغصّة تأثُّرٍ بابنه وأخيه الروحيّ “أبونا توفيق”، فقال: “أبونا توفيق وصلَ إلى درجةٍ من الطيبة لم تعُد مناسبةً لهذه الأرض”. كما وأثنَى غبطته على طلاقتِهِ بالتعبير وتدفّق كلمات النعمة منه بسهولةٍ كبيرة بفعل امتلائه من الروح القدس. وأضاف قائلاً: “لقد قال كلّ شيء في سنواته القليلة التي قضاها على الأرض، وأهمّ ما تحدّث عنه كان بواسطة الشبيبة التي تركها إرثًا وتراثًا كبيرًا جدًا”. فكلّ ما تقوم به الشبيبة هو تعبيرٌ من “روح أبونا توفيق”. “لقد كان حنينه إلى السماء كبيرًا، لذا لم تعُد تسعه الأرض. هو باقٍ معنا ويُرافقنا، وقد ترك أمّه “ماغي” أمًّا للشبيبة، كما ترك يسوع أمّه مريم ليوحنا ومن خلاله لكلّ إنسان”.
وأضاف قائلاً لأم “أبونا توفيق”: “أُريدُ أن أُهنِّئَكِ على إيمانكِ، أُريدُ أن أُهنِّئَكِ على شجاعتِكِ، أُريدُ أن أُهنِّئَكِ على أُمومتِكِ، وأنا أعلمُ أنَّكِ منفتحة لهذه الأمومة الروحيّة الكبيرة مع شبيبة لبنان، ليَمُدَّ الله بعمرك ويحفظَ عائلتَكِ وكلّ أفرادها. شكرًا لكِ”. واختُتِم اللقاء بكلمة شكرٍ للجميع، من بينهم السيّد إيلي زيدان الذي صمّمَ ديكور المذبح المُتميّز الذي ضمَّ مُجسّماتٍ تُمثِّلُ الشبيبة الذين يسيرون مسيرة حياةٍ رسوليةٍ وقداسة نحو الصليب، يتقدّمهم المونسنيور توفيق من خلال شجرة الزيتون الكبيرة المُنحنية على الصليب مُحاطة بأشجار زيتونٍ صغيرة الحجم ترمز لشبيبة أبرشيات الكنيسة المارونيّة. وفي الختام، قدَّمت جوقة “تجمّع يسوع فرحي” مزيجًا من الترانيم التسبيحيّة، وتمَّ توزيع تذكارات خاصة بالمناسبة على الجميع مع الضيافة.