Puerto Princesa, Palawan, Philippines @ Wikimedia Commons / Daibo Taku

بقلم مَنْ تكتب المجد

رواية قداسة كُتِبَت بقلم الله

Share this Entry
من بداية التاريخ والإنسان يعمل دائمًا على كتابة مجده، وكل إنسان يحاول أن يخلّد ذكراه أو مجده في عقول وقلوب الناس…
هناك ثلاثة أنواع من الناس، هناك من نتذكرهم وفي قلبنا الغضب، وهناك من نتذكرهم قليلًا جدًا، وهناك من نتداول دائمًا بإسمهم بفرحٍ وإفتخار وتعجب…
الفئة الأولى:
هم من كتبوا مجدهم بقلمهم الخاص، أي بقوتهم الشخصية وفكرهم الشخصي، كتبوا مجدهم بأنانيتهم، كتبوا مجدهم بشتى الطرق، إلى درجة إستعملوا الشر ليخّلدوا ذكراهم.
على سبيل المثال: أسياد الحروب والمجازر والمعارك و الإرهاب وإلخ.
صحيح إنهم خلّدوا ذكراهم ومجدهم، ولكن لأنهم كتبوه بالشر وبفكرهم الخاص، هذا المجد أعطى الموت للبشرية ولصاحبه أيضًا.
وعندما تتذكرهم الناس تتكلم عنهم بأقسى الكلمات وأشنعها وتتمنى لو لم يولدوا في قلب هذا العالم.
الفئة الثانية:
هم من كتبوا مجدهم أيضًا بقلمهم الخاص، أي بقوتهم الشخصية، وفكرهم الشخصي، ولكن يختلفون عن الفئة الأولى بأنهم كتبوا مجدهم بالخير العام، وبقلم الإنسانية والعلم وإلخ. إستعملوا الخير لتخليد أسمائهم ومجدهم.
على سبيل المثال: الرسام والكاتب والمخترع وأصحاب الخير والمعرفة وإلخ.
صحيح ذكراهم باقية ولكنها ناقصة أي لا يتذكرهم إلا القليل منهم، لا يتذكرهم إلا أصحاب بيئتهم، لا يتذكرهم إلا من هو قريب من مجالاتهم. لماذا؟
لأن من أعلن مجدهم كان الناس، الناس أعلنهم عظماء، والخطورة عند غياب من أعلنهم قد تغيب الذكرى معهم أي لا يعود هناك من يتكلم عنهم.
الفئة الثالثة:
هم من كتبوا مجدهم بقلم الله، هم من كتبوا مجدهم بقوة الله، وفكر الله، صحيح كتبوا مجدهم بالخير، ولكن بالخير الأسمى أي الله. أجيال وأجيال تتكلم عن مجد هؤلاء، البشرية أجمع تتداول بإسمهم، ذكرهم يبقى إلى الأبد، تتكلم عنهم بفرح، تتكلم عنهم وتتمنى لو تكون مثلهم. لماذا؟
لأن من أعلن مجدهم كان الله ذاته، نعم، الله أعلن مجدهم، ولأن الله هو أزلي، باق إلى الأبد، فهو يعلن مجدهم دائمًا مع كل جيل ومع كل فجر جديد…
أخي الإنسان، عندما تريد أن تكتب مجدك، إكتبه بقلم الله، أي إكتبه بالمحبة والتضحية والشهادة، إكتبه بالتواضع والخدمة، إكتبه بصلاتك وأعمالك وكلماتك، إكتبه من خلال صورة الله التي فيك، إكتبه من خلال تمجيدك لله. وتعرف ما هو الرائع في القصة؟!
تبقى كل حياتك الأرضية تتكلم وتعلن وتعمل لأجل إعلان وإظهار مجد الله، تنقص أنت لينمو الله، تتواضع أنت ليترفع مجد الله، وفي النهاية يقول لك الله: “أعلنت مجدي طيلة حياتك الأرضية، الآن حان دوري لأعلن مجدك طيلة حياتك السماوية”.
وتذكر من يبقى دائمًا هو المجد المكتوب بقلم الله.
مثلاً، لا أحد يتكلم عن يوسف مخلوف بل عن شربل مخلوف، لا أحد يتكلم عن يوسف كسّاب، بل عن نعمة الله الحرديني، ولا أحد يتكلم عن كارول فوتيوا بل عن البابا يوحنا بولس الثاني، شربل ونعمة الله ويوحنا بولس الثاني هم مشروع الله وليس مشروع الإنسان، هم رواية قداسة كُتِبَت بقلم الله، هم حياة رُسِمَتْ بريشة الله.
أخي الإنسان، بقلم من تكتب؟
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير