“الخطّاب المسيحيون هم مدعوّون إلى الشهادة لهذه المحبّة، التي تتحلّى بشجاعة النموّ من منطق الغرام إلى منطق الحبّ الناضج، المختار، الذي يدوم ويتحقّق مع الوقت” هذا ما فسّره البابا فرنسيس اليوم أثناء المقابلة العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 1 كانون الأوّل 2021 في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.
في الواقع، أعطى البابا تعليمه الثالث حول القديس يوسف، ضمن إطار السنة الخاصة المكرّسة له (8 كانون الأوّل 2020 حتى 8 كانون الأوّل 2021) قائلاً: “أيّها الإخوة والأخوات، نواصل اليوم تأمّلنا بشخصيّة القديس يوسف”.
ذكر مار يوسف حقيقة أنّ مريم كانت حاملاً بفعل الروح القدس، خلال فترة خطوبتهما، وهي المرحلة الأولى من الزواج اليهوديّ: احترام شرف مريم”.
شدّد البابا على “عدالة” القديس يوسف في علاقته مع الله: “ولكن إن كان عادلاً، فهذا فوق كلّ شيء لأنه ترك الربّ يتدخّل في حياته، وقبل أن ينفتح على مشروعه، الذي تجاوزه”.
وتابع البابا وقال: “مثل كلّ الخطّاب، غذّى مريم ويوسف خططهم ومشاريعهم المستقبليّة. إلاّ أنّ الرب تدخّل في هذه المشاريع، حتى لو إنّ هذا الأمر تطلّب جهدًا، فالاثنين فتحا قلبيهما إلى هذه الحقيقة الجديدة التي قدّموها إليهما. ونحن أيضًا، لنترك مشاريعنا منفتحة إلى ما هو غير متوقّع من الله. إنّ الأمر لا يتعلّق بجعل الحياة أو المحبوب مطابقًا لخيالنا، كما في الأيّام الأولى للقاء الرومانسي”.
شدّد البابا على هذا النمو “في الحريّة” و”المسؤولية” الذي يُدعى إليه الخطّاب والمتزوّجون المسيحيون: “لنختر إذًا بكلّ حرية ومسؤولية ما تقدّمه لنا الحياة، كما فعل القديس يوسف”.
هذا ودعا البابا الحجاج الناطقين باللّغة الفرنسية إلى “التيقّظ” في زمن المجيء، بالأخصّ إيلاء اهتمام كبير للفقراء، وقال: “أنا أحيّي بحرارة كلّ الحجاج الناطقين باللّغة الفرنسية، ولاسيّما فريق صداقة فرنسا-إيطاليا. وبينما دخلنا للتوّ في زمن المجيء، فلنطلب من الربّ، بشفاعة القديس يوسف الأبويّة، أن نبقى دائمًا كحرّاس في اللّيل، متيقّظين لرؤية نور المسيح في إخوتنا وأخواتنا الأكثر فقرًا!”