ليتأمل الإنسان برجل ما ذهب إلى رسام شهير وطلب منه أن يرسمه بشكل رائع جدًا، فوافق الرسام على ذلك وطلب منه الجلوس ليبدأ بعملية الرسم. ذلك الرجل لم يكن صبورًا أبدًا، كل خمس دقائق يقوم من مكانه ليرى عمل الرسام، وكل مرة يصرخ بوجه الرسام ما هذا العمل الشنيع لماذا هذه البشاعة؟ لماذا هذه الألوان؟ لماذا يوجد هذا؟ وفي كل مرة يقول له الرسام، “إصبر” وفجأة يصرخ الرسام: “إنتهيت”، فنهض الرجل من مكانه ووقف منذهلاً صامتًا، عاجزًا عن التعبير، لم يصدّق بأن هذه الرسمة الرائعة هي وجهه هو…
هكذا الإنسان، عندما يقصد الله ليرسم صورته فيه، أرجوه أن لا يستعجل الله، وليس من اليوم الثاني يحاسبه قائلاً: ” أرأيت لن تنجح برسمي”، “كلا، لا أحب هذه الرسمة”، “لا لم أحب رسمة الله لي” وكلمات وكلمات يتذمر بها دائمًا. عليه أن يصبر إلى أن ينتهي الرب من رسمه، أن يصبر لأن الوقت مهم جدًا، أن يصبر لأن العمل السريع ينتهي بسرعة أما العمل الذي نعطيه وقته لينضج يبقى للأبد…