افتتحت بازيليك العائلة المقدسة (Sagrada Famiglia) في برشلونة يوم الأربعاء 8 كانون الأوّل برج لمريم العذراء، وهو يبلغ ارتفاعه 138 مترًا تتوجّه نجمة كبيرة مصنوعة من الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ، وهو بذلك يكون التمثال الثاني الأعلى ما أن ينتهي بناؤه. انتهز البابا فرنسيس هذه الفرصة ليوجّه أمنياته إلى أبرشية برشلونة.
وقد صادف التدشين عيد الحبل بها بلا دنس، يوم الأربعاء 8 كانون الأوّل وهو التمثال الأوّل الذي تمّ تدشينه منذ العام 1976. من هنا، وجّه البابا رسالة فيديو، باللغة الإسبانية، إلى أبرشية برشلونة. وقصد أن يوجّه تحيّة خاصة إلى “أفقر الفقراء في هذه المدينة الكبيرة، والمرضى، وكلّ من تأذّوا من جرّاء جائحة كورونا، والمسنّين والشبيبة الذين اهتزّ مستقبلهم نتيجة ظروف عديدة، وكلّ من يتعرّضون لتجارب كثيرة”. وفسّر البابا: “من أجل كلّ هؤلاء، تضيء نجمة برج مريم اليوم، قبل أن يدعو كلّ المؤمنين العلمانيين وأعضاء الحياة المكرّسة مع الإكليريكيين والشمامسة والكهنة إلى السير معًا على درب السينوس الذي تضيئه نجمة برج مريم العذراء.
“مريم هي نجمة التبشير الجديد”. لهذا، بينما نرفع أعيننا صوب النجمة التي تتوّج البرج، أدعوكم إلى التأمّل بأمّنا، لأننا في كلّ مرّة ننظر إلى مريم، نؤمن من جديد بالقوّة الثوريّة للحنان والعطف. إنّ عيد مريم التي حُبل بها بلا دنس هي تحفة فنية، تتناغم بشكل كامل مع مخطط الله، فأصبحت الأكثر قداسة وتواضعًا وطاعة وشفافية أمام الله”.
ومن مشاهدي الفيديو، طلب البابا التمثّل بمريم العذراء من خلال القيام بلفتات يومية من المحبة والخدمة، وقال: “لتضيء هذه النجمة من اليوم فصاعدًا، مع حبات المسبحة الوردية، يمكنكم أن تقولوا “نعم” نهائية لنعمة الربّ ترفضوا الخطيئة نهائيًا”.
ثم ختم البابا وقال: “لتنيرنا هذه النجمة المضيئة على برج مريم العذراء، حنى نستطيع أن نواصل المسيرة الرعوية ونحوّلها إلى حقيقة، من خلال إشعاع فرح الإنجيل أينما كان”، مصليًّا على نيّة أن تصبح برشلونة مكانًا أكثر ترحيبًا بالجميع”.
في الواقع، إنّ العائلة المقدسة هي النصب التذكاري الأكثر زيارة في برشلونة، وقد تمّ تصنيفه في العام 2005 كموقع التراث العالمي للأونيسكو. كان من المفترض أن تنتهي الورشة التي بدأت في العام 1882 بعد قرن على وفاة المهندس المعماري أي في العام 2026. في العام 2019، كانت العائلة المقدسة النصب التذكاري الأكثر زيارة في برشلونة، مع 4،7 مليون زائر. إنما مع انتشار وباء كورونا، بقيت البازيليك مقفلة أمام الجميع لحوالي عام اعتبارًا من شهر آذار 2020.