Saint-Joseph-endormi-©-associazionegiovannipaolo2bisceglie.it

يوسف مثال في الإنفتاح الكامل على سر الله

بين قبر البار وقلبه

Share this Entry
تحت دير راهبات الناصرة في المدينة التي نشأ فيها المسيح موقع أثري لحفريات من القرن الأول يتضمن قبر ومنزل وكنيسة يُعتقد أنها من العصر المسيحي الأول. السكان المحليون يشيرون الى الموقع على انه مدفن القديس يوسف خصوصاً و أن القبر مصمم على طراز “الفرن” سمة مشتركة للمقابر اليهودية القديمة.
و قد حدث الإكتشاف في عام 1884 عندما سقط بستاني في حفرة كان يملأها مقابل كنيسة البشارة في الناصرة.وعندما تم العثور على الموقع ، كان هناك هيكل عظمي في إحدى الزوايا من غرفة داخل صخرة و كان في وضع الجلوس. لذلك يُعتقد أن البقايا هذه هي لأسقف قديم في المحلة. فقد كان من الشائع أن يتم دفن الأساقفة بطريقة ترمز لخدمتهم لله الذي يُشار إليه في سفر الرؤيا بـ “الجالس”.
وقد كشفت الحفريات في المنطقة المجاورة عن عدد من فسيفساء العصر البيزنطي (500-1000) .كل هذه الأدلة دفعت الخبراء إلى الاعتقاد بأننا “على يقين من أن هذه كانت كنيسة صغيرة بنيت في وقت ما بعد القرن الأول” .
ثم أن في موقع التنقيب تحت دير الناصرة ، يوجد مجموعتان من السلالم التي صنعها الصليبيون بعد غزوهم للمنطقة عام 1099. من غير المعروف سبب استخدام الدرج حيث لم يتم كتابة أي شيء على الجدران من حولها ، لكن يعرف علماء الآثار أن الجدران تعود إلى القرن الأول و أن الصليبيين استخدموا القبر كما وجدت مصابيح وملاعق للمناولة المقدسة. تقول راهبات الدير: “لذلك نحن نعلم أن هذه المنطقة كانت مهمة للصليبيين”. وفي عام 1900 ، تم اكتشاف ثقبين ، عند فتحهما عن طريق إزالة الحجارة ، إنبعثت رائحة بخور من القبر فإزداد المحليون ثقة و إعتبروا أنها رائحة برارة القديس يوسف المدفون هناك.
غير انه لا يوجد إثبات قاطع أن هذا المكان هو المدفن الحقيقي لخطيب مريم و راعي العائلة المقدسة لسنين. و لكن من ناصرة الجليل- مسرح حياته و على الأرجح مماته – الى وسع المعمورة فاح عطر قداسة يوسف ، ذاك البار، كما يسميه الكتاب المقدس ليبقى لنا المثال كيف يمكن لأي شخص أن يكون مؤمنًا تقيًا ، ومخلصًا بشدة لتقاليده الدينية ، ومع ذلك في نفس الوقت يكون منفتحًا على سر الله الذي يتجاوز فهمنا الإنساني و حتى الديني.
وعندما نجد أنفسنا في الصعوبة و الحيرة ويفتح الله قلبه طريقاً بأشكال لم يكن من الممكن تصورها من قبل يقف يوسف بطل قصة طفولة يسوع ، مثالاً للمؤمن الورع الحقيقي الذي يدرك ان كلمة الله حقيقة ثابتة و لكن أطرها ليست جامدة ولا راكدة. يوسف مثال في الإنفتاح الكامل على سر الله الذي يأخذنا إلى ما فوق تحدياتنا حيث المستحيل يصبح ممكنا كما ان العذراء وجدت حاملا و الكلمة يأخذ جسما و صغرى المدن تُخرج مسيحا … والنجار التقي المغمور يغمر ربه مربياً!
بالمناسبة: قد لا نجد قبر البار و لكن الأهم أن نعرف قلبه و هو حتماً يقودنا الى مسكن الأنوار!
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير