الإستعداد بين العجوز والشابة

الأحد الرابع من زمن المجئ

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في رحلة مريم، بينما كانت حبلى بابن الله، والتي ركضت مسرعة إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وأليصابات. يدعونا الإنجيلي لوقا في هذا المقطع إلى “السفر حاملين يسوع” بداخلنا. في هذا الأحد الرابع وهو الأكثر قربًا لعيد الميلاد، فيدعونا لوقا الإنجيلي، إلى التفكير في السرُّ الإلهي الذي يقوم على العلاقات واللقاءات التي تمر عبر مساحاتنا الجغرافية وعصرنا. يتم التغلب على المساحة التي تقسم جغرافيًا بين الناس، لإفساح المجال لعمل الله، الذي يفاجئنا دائمًا، رجالًا ونساء ، بتوسيع مشاريعنا وآمالهنا. الله في “سرّ التجسد” يتجلى في لقاء المرأتين ويتواصل بنا كاشفًا عن وجهه السري لكلاً منا.

  1. حياة بدون مستقبل

     في رواية إنجيل هذا الأحد، نسمع أن الشخصية الأولى بالنصّ، وهي أليصابات العجوز كانت عقيمة، وهي زوجة زكريا الكاهن. ينوه لوقا عنهما بانهما كانا أبراراً أمام الله (راجع لو 1: 6). تظهر حالات العقم في الكتاب المقدس كصورة للعار والخجل، تمنع من القدرة من خلق مستقبل للزوجين. عُقم المرأة يعني نهاية كل شيء، ويشير لإستحالة وجود مستقبل. العقم يجعل الزوجين مثل المنفيين في الماضي، الذين لم يكن تاريخهم يأمل في أن يكون لهم مستقبل إذا لم يتدخل الرب من أجلهم.

     لذلك يحتاج تاريخ هذين الزوجين لتدخل مباشر من الرب الآن وهو يحملنا على الانفتاح على حداثة الله والإيمان بما نراه مستحيل بشريًا. الطفل الذي تحمله إليصابات في رحمها هو بالضبط المستقبل الغير المتوقع منهما وهو الذي يجعله الله يزدهر في حياة هذين الزوجين المسنين.

  1. ثمرة بطن البتول

     مريم هي الشخصية الثانية، وهي شابة جدا. هي أيضا تنتظر طفلاً وهي لازالت بتولاً بعد. وتأتي ولادة مريم كثمرة لتدخل الله الفائق الطبيعة، وهي ولادة إعجازية بدزن تدخل إنسان. لذلك، حتى في حالة مريم البتول، فإن حياة مولودها هو ثمرة مبادرة الله الحرة التي تجعل التاريخ يسير بطرق غير متوقعة. نعلم أن مريم كانت مخطوبة ليوسف وكانت ستتمكن من إنجاب كثير من الأطفال.

إلا إن الله، بتدخله الشريّ، جعل ما يمكن أن تعيشه مريم بشكل طبيعي أمرًا فائق الطبيعة. مريم هي المرأة التي تسمح لله أن يغير العالم بخصوبة أحشائها. تقطع مريم شوطًا طويلاً للوصول إلى أليصابات. مريم هي الشابة التي ستظل مُندهشة مما يخصبه الله في أحشائها البتولية، فهي تعرف كيف تنفتح بثقة على العمل الإلهي بقولها “نعم” (راجع لو 1: 38)،  وتعلم كيف تنطلق على أساس “كلمته الإلهية التي تحملها” نحو أليصابات.

    يتم اللقاء بين المرأة العجوز العقيمة والفتاة التي عمل الله فيها عظائم. في هذا اللقاء، يدخلا أطفالهم (المعمدان ويسوع) في لقائهما. وهنا يدعونا لوقا للسفر نحو الله الذي يولد مستقبلًا حتى في تاريخنا الذي قد يبدو عجوز أو عقيم. إنه يحمل لنا “سر شباب الكنيسة” الذي يكمن فينا نحن. زمن مجئ مبارك 2021.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

د. سميرة يوسف

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير