Le Pape François Dans Un Halo, Audience, 3 Nov. 2021 © Vatican Media

البابا عن العنف الزوجي: مشكلة تكاد تكون شيطانيّة

مقابلة مع أشخاص “غير مرئيّين” (1)

Share this Entry

أجرى الأب الأقدس حواراً مع 4 أشخاص “غير مرئيين” خلال حلقة تلفزيونية عُرِضَت مساء الأحد 19 كانون الأوّل على القناة الإيطالية Canale 5 فيما كان هو في دار القدّيسة مارتا. وقد تمّ التطرّق خلال الحلقة إلى مواضيع ومشاكل متعلّقة بالعنف، الفقر، نتائج الوباء وحياة السجناء.

وقد كان اللقاء الذي أحياه الفاتيكاني فابيو مارتشيزيه راغونا بمشاركة جيوفانا (وهي أمّ فقدت عملها وشهدت حياتها عنفاً)؛ ماريا (امرأة بلا منزل محدّد)؛ ماريستيلا (فتاة في الكشّافة تبلغ من العمر 18 سنة، وقد حرمها الوباء من أيّ فرحة)؛ وبييردوناتو (محكوم عليه سابق سُجن طوال 25 عاماً)، كما ورد في مقال نشره القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز”.

نُشير هنا إلى أنّنا سنقسم محتوى المقابلة إلى مقالَين، هذا أوّلهما.

“إنّ عدد النساء المُعنّفات اللواتي يتعرّضن لسوء المعاملة في المنزل، حتّى مِن قبل أزواجهنّ، كبير جدّاً. وهذه المشكلة بالنسبة إليّ تكاد تكون شيطانيّة”: كان هذا جواب البابا عن سؤال جيوفانا التي سألته كيف تستعيد كرامتها.

وتابع الحبر الأعظم: “هذا مُذلّ للغاية. الأمر مُذلّ عندما يصفع أب أو أمّ ولداً على وجهه. وأنا أقول دائماً “لا تصفعوا الأولاد”. لماذا؟ لأنّ الكرامة هي الوجه. وهذه هي الكلمة التي أودّ أن أكرّرها، إذ خلفها يكمن سؤالك: هل تبقى فيّ الكرامة؟ أين كرامتي بعد هذا كلّه؟ ما هي كرامة النساء المعنّفات واللواتي يلقَينَ سوء المعاملة؟ وهنا تتبادر إلى ذهني صورة العذراء لدى دخولنا بازيليك القدّيس بطرس: العذراء المذلولة تحت أقدام الصليب، أمام ابنها العاري والمصلوب، أي الولد الذي ربّته مذلول أيضاً أمامها بالكامل. لكنّها لم تفقد كرامتها. والنظر إلى هذه الصورة في اللحظات الصعبة عندما يُخيّل إلينا أنّنا نفقد كرامتنا، يُعطينا القوّة”.

ثقافة اللامبالاة

على ماري التي سألت “لمَ المجتمع شرّير وظالم حيال الفقراء؟” أجاب البابا فرنسيس: “تتكلّمين عن القسوة، وهي الصفعة الأقوى التي يمكن للمجتمع أن يُوجّهها، متجاهِلاً مشكلة الآخرين… نحن ندخل في ثقافة اللامبالاة حيث نُحاول الابتعاد عن المشاكل الحقيقيّة وعن ألم المشرّدين وقلّة فرص العمل. على العكس، مع الوباء، ازدادت المشاكل لأنّ الناس أصبحوا يطرقون باب المُرابين لينتهي بهم الأمر بفقدان كلّ شيء لأنّ الأخيرين لا يرحمون ولا يُسامحون. إنّها قسوة فوق قسوة. وأقول هذا لألفت نظر الناس وكي لا أكون ساذجاً”.

بعدها، طلب البابا من المرأة أن تُساعد أيّ شخص تجده في مكان أسوأ من المكان الذي تعيش فيه هي. وبعد جواب ماريا الإيجابي، أضاف: “عندما يُعاني المرء، يفهم عمق الألم. حاولوا دائماً أن تنظروا إلى المشاكل مباشرة، لأنّه سيكون دائماً هناك شخص آخر في وضع أسوأ من وضعكم، وسيحتاج إلى نظرتكم لمساعدته على التقدّم”.

يتبع…

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير