في رسالته الميلاديّة، ذكّر البطريرك المسكوني برتلماوس المؤمنين بمعنى التجسّد الإلهي و”تأليه الإنسان عبر النِعمة”، داعياً الجميع إلى استقبال هبة العِلم بامتنان، خاصّة في فترة الوباء.
في التفاصيل التي نشرها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز”، شرح برتلماوس في رسالته الميلاديّة لسنة 2021 أنّ “التجسّد الإلهي، كما إظهار حقيقة الله، يكشف عن حقيقة الإنسان ووجهته النهائيّة، أي التأليه بالنِعمة”.
مَن يُكرّم الله، عليه أن يُكرّم الإنسان
وتابع قائلاً: “إذاً، مَن يُكرّم الله عليه أن يُكرّم الإنسان أيضاً. ومَن ينسف الإنسان، يُهين الله الذي اتّخذ له طبيعتنا البشريّة. في المسيح، عندما نتكلّم لاهوتيّاً عن الله، نتكلّم في الوقت عينه عن الإنسان”.
ثمّ شرح أنّ “حياة الكنيسة تمثّل هذا السرّ المُخلِّص للإنسانية الإلهيّة وتعبّر عنه وتخدمه. إنّها تعيش وتبشّر بحقيقة الحياة الروحيّة وثقافة الحبّ والتضامن. وعبر تقديمها شهادة الرجاء التي فينا، لا تأخذ بعين الاعتبار الحضارة المعاصرة كخاطِئة؛ بل إنّ الكنيسة تناضل لأجل تحويل الثقافة في المسيح. وعلى ضوء هذا كلّه، كنيسة اليوم بحاجة إلى خيال رعويّ وحوار، وليس إلى جدل؛ إنّها بحاجة إلى مشاركة وليس عدول، وإلى أعمال حسّية وليس نظريّات؛ بحاجة إلى تقبّل خلّاق وليس إلى رفض عام. إنّ الإخلاص لتقليد الكنيسة لا يجب أن يكون انغلاقاً في الماضي، بل استخداماً لخبرة الماضي في الحاضر بطريقة خلّاقة”.
نظرة نحو السنة الجديدة بإرشاد المسيح
بالنظر إلى ما عاشته البشريّة خلال السنة المنصرمة، أي الوضع الذي تسبّب به وباء كوفيد-19، شكر البطريرك الله على عمل رجال العِلم في تطوير اللقاحات والأدوية لمعالجة هذا الفيروس، مُشجّعاً جميع المؤمنين على التلقيح واحترام وسائل الحماية التي تتّخذها السلطات الصحّية. وأضاف: “العِلم، طالما هو في خدمة الإنسان، هو هبة لا تُقدَّر من قبل الله. علينا اكتشاف هذه الهبة بامتنان، وعدم ترك الأصوات غير المسؤولة لجاهلين و”مستشارين روحيين” تخدعنا إثر قلّة محبّتهم حيال باقي البشر”.
إله الحكمة والمحبّة
ضمن قناعته بأنّ “إله الحكمة والمحبّة يقود حياة الجميع”، دعا البطريرك إلى النظر إلى 2022 كسنة خلاص، على الرغم مِن الأحداث، “لأنّ المسيح سيقودها، هو الذي يُحبّ البشر ويعتني بكلّ شيء ويرغب في أن يكون جميع الناس مُخلَّصين وأن يتوصّلوا إلى معرفة الحقيقة”.
وفي نهاية رسالته، تمنّى “سنة جديدة صحّية ومُثمرة بالأعمال الصالحة، مليئة بمواهب الله في المسيح”، داعياً إلى “السجود للطفل يسوع الذي وُلد في بيت لحم، وإلى الصلاة لأجل التعايش المُسالم والمنسجم لكلّ مَن هم في الأرض المقدّسة”.