“أن تشعر بالفرح لمجرّد أن تعلم أنك بأمان لأنّ الربّ هو هنا، بالقرب منك” هذا هو معنى الميلاد الذي عبّر عنه بطريرك موسكو سائر روسيا، كيرلّس، عندما توجّه إلى مؤمني الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة.
وفسّر أنه في فترة الوباء، شعرنا بنقص الأمان والحماية والهدوء، لأنّ هذه الجائحة المدمّرة تستمرّ في تغيير حياتنا اليومية، مانعةً البشريّة من القيام بالمشاريع بسبب غدٍ غير أكيد. وبهذا الإطار، تظهر هشاشة الوجود البشري بطريقة معينة، مدركين أنّ كلّ يوم جديد هو هبة من الله لا تُقدَّر بثمن”.
من هنا، حثّ البطريرك على الفهم بأنّ وحده حبّ الربّ يمكن أن يقوّينا في التجارب وأن يمنحنا القوّة لكي نقوم بالأعمال الصالحة.
مثال مريم العذراء
شجّع البطريرك كيرلّس المؤمنين على عيش عيد الميلاد في الرحمة ومن خلال البقاء حازمين في الإيمان ومستعدّين لتسليم أنفسنا لمحبة الله، بملء الثقة والأمل، فهو القدير على إخراجنا من الصعوبات. وتابع بطريرك موسكو مشيرًا إلى المثال الذي يجب أن تحتذي به وهو مريم العذراء التي ولدت ابنها في مغارة متواضعة إنما تركت قلبها يمتلئ من محبة الربّ. إنّ هذا الحبّ قد حوّل كلّ من حولها ولم تلاحظ مريم الفقر المدقع ولا الصعوبات التي ولدت فيها يسوع. على عكس الناس في زماننا، أثناء فترة الإغلاق التي فرضها الوباء، رأوا أنّ منازلهم هي سجن وغرقوا في الحزن.
صحة النفس والجسد وفرح الروح
أمل البطريرك كيرلّس بأن يكون عيد الميلاد مناسبة للتخلّص من قيود الخوف وانعدام الثقة والقلق واليأس، والإصغاء إلى صوت ابن الله، الذي جاء إلى العالم لخلاص كلّ من هم متعبون ومضطهَدون.
إنّ ولادة يسوع هي رسالة فرح للجميع من دون استثناء، متمنيًا للمؤمنين “صحة النفس والجسد، فرح الروح، والقوة للسير إلى الأمام على درب الخلاص”. في الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني، مثل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، يُحتَفَل بعيد الميلاد في السابع من شهر كانون الثاني 2022.