“بالنسبة إلى الإخوة المريميين، الأمانة للجذور يعني الأمانة لتربية الشبيبة وتبشريهم، بحسب روحانية القديس مارسلان شامبانيا”، هذا ما صرّح به البابا فرنسيس متوجّهًا إلى المشاركين في المؤتمر العام للمعهد وهو موعد بالغ الأهمية يجمع كلّ المريميين كلّ ثمانية أعوام، في مؤتمرهم العام وقد جرى ذلك يوم الخميس 24 آذار 2022، في القصر الرسولي في الفاتيكان.
وفسّر البابا أنّ مارسلان شامبانيا (1789 – 1840) عرف كيف “ينظر إلى ما وراء الأمور” وعرف كيف يعلّم الشبيبة أن يقوموا بالمثل وينفتحوا إلى الله، إلى أفق لحبّ بحسب الإنجيل، “لقد قاده مثال مريم العذراء، الأم الصالحة كما كان يلقّبها”.
حيّى البابا فرنسيس الإخوة المريميين الذين دُعوا إلى “التعاون مع المسيح والروح القدس لمرافقة الشبيبة. “ما الذي يمكن أن يكون أجمل وأكثر فاعليّة من نشيد مريم لتربية شابة أو شاب على الانفتاح إلى الله ولمشروع حبّ؟
إنّ نشيد مريم يحتوي على رؤية الحياة والتاريخ؛ إنها مدرسة إيمان وصلاة، تحرّر من الانغلاق على الذات ومن كلّ روحانيّة، وتظهر لنا فرح الإيمان والرجاء والمحبة بحسب إنجيل المسيح”.
دعا البابا الإخوة المريميين كي يبقوا دائمًا على اتصال بالواقع المتغيّر”، ومميّزات الأجيال الجديدة”. على مثال ذلك، ذكر اهتمام الشبيبة بعلم البيئة. ولاحظ بأنه يوجد مجال تعليمي كبير هنا، إنما للأسف العقليّة الدنيويّة – إسمحوا لي أن أستخدم هذا اللعب على الكلمات – تلوّث البيئة، وتقلّصها وتجعلها إيديولوجيّة وسطحيّة. على العكس من ذلك، إنّ أفق الله هو أفق بيئة متكاملة، تجمع دائمًا الأبعاد البيئية والاجتماعيّة، صرخة الأرض وصرخة الفقراء”.
وذكّر البابا بأنّ الشبيبة هم ميّالون لأن يصبحوا حرّاس الخليقة، لكن يجب أن يتعلّموا أن لا تكون مجرّد شعارات، وهي ليست إدانة، بل هي أسلوب حياة، وذلك يتطلّب الصبر والشجاعة والاعتدال والعدالة”.
هذا وشدّد البابا على أنّ التربية الروحية تنتمي قبل أيّ شيء إلى الإخوة المريميين، بكونهم “رهبانًا”: “إنّ يسوع المسيح هو سيّد الحياة والحقّ والحياة ويجب أن نتبعه لكي نصبح رجالاً ونساءً في الملء، والروح القدس هو السيد الباطني الذي ينمّي المسيح في داخلنا. يا لها من دعوة، يا إخوتي، أن نتعاون مع المسيح والروح القدس لكي نرافق الشبيبة في هذه المغامرة!”
ولاحظ البابا: “إنها دعوة كبيرة جدًا بالنسبة إلينا، نحن الخطأة المساكين. إنما الله، وبحسب ما تذكّرنا أمّنا، يحبّ أن يقوم بأمور عظيمة مع الصغار والفقراء، بشرط أن ينفتحوا عليه بتواضع ويستقبلوا كلمته، من خلال التعبير عن جهوزيّتهم”.
هذا ودعا البابا الإخوة المريميين إلى “عدم النظر إلى الوراء، بل التطلّع إلى الأمام على الدوام” تمامًا مثل من يقف على رأس القارب ولكي يتأكّد من أنّ المسار هو صحيح، لا ينظر إلى الخلف بل إلى الأمام…”
وفسّر البابا: “ثبّتوا نظركم على كلمة الله. إنّ كلمة الله تتطلّب منا أن ننظر إلى “ما وراء…” ما وراء ماذا؟ ما وراء الدنيوية والمصالح القصيرة الأمد، وما وراء المنظور الجزئي، لكي نستطيع أن ننفتح على أفق الأخوّة الشاملة”.