Ben-Kerckx - pixabay - CC0

الحبّ أقوى وأسمى من كل جرح

الجزء الأوّل

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry
ليس هناك حب من دون تألّم وليس هناك ألم لو لم يكن هناك حبّ صادق.
وكل حبّ هو تاريخ حقيقي تعيشه مع الآخر، حبّ الصداقة، حبّ الأهل، حبّ الحبيبين وإلخ.
ولكن يجب أن تتذكر بأنّ كل تاريخ حبّ يتخللّه صدامات وهزات عديدة.
لنتأمل مثلاً بحبيبين يعيشان تاريخ حبّ وقد مضى على هذا التاريخ سنوات عديدة جدًا، وفجأة أحد الطرفين قام بعمل ما قد سبّب ألم وجرح للشريك الثاني.
فما النتيجة؟
إذا كان هذا التاريخ هو تاريخ “حبّ تمثيلي”، يجب أن نعرف بأنّ كل تمثيلية أو كل عمل مسرحيّ لا يدوم إلى الأبد، لأنه لا بد أن يأتي يوم من الأيام وتعرض الحلقة الختامية أو المشهد الأخير وعندئذ كل واحد يعود إلى منزله. وقد يكون هذا الجرح هو المشهد الأخير حيث يجب أن تغلق الستار وينتهي كل شيء ونعود إلى الواقع.
أما إذا كان هذا التاريخ هو “تاريخ حبّ حقيقي” بكل ما معنى الكلمة ، تذكر بأن “الحبّ أقوى وأسمى من كل جرح” :
إذا كنت الإنسان المجروح، وإذا كان حبّك حقيقي للشريك:
تذكر دائمَا بأن شريكك ليس معصوم عن الخطأ وليس كامل وليس الله، أي قد يسقط بأي لحظة، أو قد يخطأ اتجاه حبّك، فإجعل حبّك أكبر من ضعفه البشري. لا تسمح للجرح أو للخطأ أو للحقد أو إلخ… أن يكونوا أكبر من حبّك، بل إجعل حبّك أكبر من كل هفواته مهما كانت كبيرة. لا ترجمه على ما سبّبه لك، لأنه لم يكن يقصد ذلك (معظم الأوقات)، فإستره بحبّك ومن خلاله سامحه على خطيئته، دعه يرى الحب في عينينك، عندئذ يتوب ويعود إليك وفي عيونه دموع التوبة. لأنّ الجرح الذي سبّبه لك صادر من وجع معيّن، أرجوك لا تقف عند خيانته لأن الخيانة هي نتيجة وجع معين (معظم الأحيان)، هي نوع من الدموع، فلا تتوقف عند دموعه ولا ترجمه على دموعه. بل من خلال حبّك إبحث عن وجعه وساعده على علاجه، عندئذ تكون قد ربحته، وقد عالجته ولأن الوجع قد زال فالخيانة ستزول معه ودموعه ستتوقف، عندئذٍ يدرك شريكك بأنه ليس مطلوب أن يكون جميلاً لكي تحبّه بل بحبّك ستجعله جميلاً. دائمًا ردّد على أذنه بأن يتذكر دائماً: ” أيها الحبيب إذا يوم من الأيام جرحتني، فلا تخف ولا ترحل عني، لا تحاسب ذاتك، ولا تدينها، بل تذكر بأن حبّي أكبر من كل هذا، فأرجوك عد ودعني أحبّك كما أنت”.
هذا لا يعني، أنه لا يجب أن تعبر أن وجعك، أن تصرخ، أن تبكي، أن تغضب، أن تلوم أو حتى أن تعاتب الّذي جرحك، بالعكس يجب أن تعيش هذا “الحزن” وأن تعبر عنه بطريقتك الخاصة لأنه دليل صدق مشاعرك نحوه، لأنه دليل حبّك الصادق نحوه ودليل أنك إنسان، وجعك وحزنك الكبير دليل على حب كبير. أما إذا لم تقم بالتعبير ولم يَمُسَّكَ بشيء الوجع الذي سببّه لك هذا دليل بأن مشاعرك لم تكن صادقة أو بأنك لست إنسان بل ملاك أو الله. أرجوك بهذه المرحلة التي تعبّر بها عن ألامك لا تقم بأي قرارات لأنها ستكون قرارات خاطئة (مثلاً، أريد الطلاق، لا أريدك بعد اليوم …) لأنها قرارات مبنيّة على المشاعر المتألمة، إنتظر لكي تنتهي من البكاء والتعبير عن حزنك، عندئذ ستقوم بالقرارت الصحيحة.
(يتبع…)
Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري سامر الياس

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير