كلّ أعياد العذراء لها قيمتها، أمّا عيد انتقالها فهو فوق كلّ الأعياد…
هذا العيد هو صفاء، وضياء، وسماء…
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
إنّها سلطانة السّماء، والأرض…. إنّها مريم المتواضعة… بتواضعها ارتفعت … انتقلت نفسًا، وجسدًا إلى السّماء…موتها انتصار، وفرح، لأنّها ذهبت إلى لقاء ابنها…
انتقلت إلى السّماء متسلّحة بما ناداها به ملاك الرّبّ” يا ممتلئة نعمًا”… انتقلت طاهرة، وجميلة لا عيب فيها، هي الّتي عاشت، ونطقت بما ألهمها به الرّوح القدس: ” ها منذ الآن تطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي العظائم.”
فاضت عليها إرادة الرّبّ نعمًا، فميّزتها بالبتوليّة الدّائمة، وأكمل الرّبّ بفيض نعمه، فصان جسدها من فساد القبر، ونقله إلى المجد السّماويّ…
يعتبر الكبّوشيّ، أنّ انتقال مريم العذراء بجسدها، ونفسها، إلى المجد السّماويّ نتيجة ضروريّة لأمومتها الإلهيّة. فابن الله صار ابن مريم بالجسد. وحيث يكون جسد الابن، هناك جسد أمّه أيضًا.
يدعونا أبونا يعقوب إلى الدّخول في إحدى أخويّات مريم، يدعونا إلى صلاة المسبحة، لننال إكليل النّصر، والخلاص بعد موتنا. يدعونا إلى طلب شفاعتها، مردّدين دومًا” يا مريم صلّي لأجلنا نحن الخطأة، الآن وفي ساعة موتنا”
علّمينا أمّنا مريم أنّ نحيا سرَّيْ الطّاعة، والتّواضع.
ينخر عظامنا برد كبريائنا.. أدفئي ، يا أمّنا صقيع أنانيّتنا… أبعدينا عن صراخ تلك “الأنا” الّتي تطمر إنسانيّتنا في كهوف الخطيئة…
نترك أمام قدميك.. أمّنا الطّاهرة يوميّاتنا، باقات رجاء … زيّنينا، بحنانك، واجعلي قلوبنا مسحورة… دافئة … نابضة … فرحة.. حيّة بالحبّ، والفرح، والإيمان…
أمّنا مريم ساعدينا، سنمدّ دومًا نحوكِ أيدينا، حلمنا أن تمسكي بنا، وترفعينا إلى فرح وحيدكِ…