إنّ البابا هو “الشخصية الدولية الأكثر أهميّة والأكثر معروفة في مجال الترويج للحوار بين مختلف الأمم والثقافات والأديان”، هذا ما أفاد به المونسنيور خوسيه لويس مومبيلا سييرا، أسقف أبرشية الثالوث الأقدس في ألماتي (كازاخستان) ورئيس أساقفة آسيا الوسطى.
لمناسبة زيارة البابا فرنسيس إلى كازاخستان من 13 حتى 15 أيلول، للمشاركة في المؤتمر السابع لمسؤولي الأديان العالمية والتقليدية الذي سيُعقد في نور سلطان، عاصمة البلاد، ذكر المونسنيور مامبيلا سييرا لأخبار الفاتيكان في اللغة الإيطالية، في 4 آب الفائت، توقّعاته وتحديات المنطقة.
سيركّز الاجتماع الدولي، الذي سيهدف إلى نشر وثيقة مشترَكة على الدور الذي يُدعى إليه القادة الدينيون إلى لعبه في التنمية الروحية والاجتماعية للإنسانية في فترة ما بعد الوباء”.
بالنسبة إلى البابا فرنسيس، إنّ زيارة البابا فرنسيس ستشدّد على دعوة كازاخستان حتى تكون نموذجًا بالتعايش السلمي بين مختلف الجماعات العرقية والدينية”.
وأشار إلى أنّها ستكون لحظة نعمة حتى يتمكن تلاميذ يسوع المسيح من تجديد إيمانهم وأملهم ومحبّتهم وحافزًا ليكونوا ملحًا ونورًا في هذا البلد. يعتمد الكثير على أمانتنا الشخصية للإنجيل وهي شهادة مفيدة لجميع الذين يعيشون بيننا.
منذ أن حصلت على استقلالها في العام 1990، حرصت الجمهورية السوفيتية السابقة على تحقيق الانسجام بين الأديان المختلفة والوحدة بين المجموعات العرقية المتعددة “الركائز الاجتماعية لبناء دولة مزدهرة”. في هذا البلد المكوّن من أغلبية مسلمة وأقلية مسيحية أرثوذكسية، يُعتبَر الحوار بين الأديان والثقافات “طريقًا لا يخلو من الصعوبات”، ولكنه “يستحق التضحيات”.
ثمّ أكّدت المونسنيور مومبيلا سييرا بأنّ الحكومة شجّعت نفسها هذا الجهد، وكرست يوم 18 تشرين الأوّل “للوئام الديني”. تسعى الكنيسة إلى “المشاركة الفاعلة على كلّ المستويات” و”غرس هذه الروح في المؤمنين”: من الضروري، حسب اعتقاده، أن “تُنشأ صداقات حقيقية” على المستوى الشخصي بين ممثلي مختلف الطوائف. إنه تحد يجب مواجهته باستمرار، لأنّ “الظروف الاجتماعية، التي تتأثر أيضًا بالحياة الدولية، يمكن أن تتغير بين ليلة وضحاها”.
ويأمل الأسقف أن “تلقى كلمات البابا فرنسيس خلال زيارته بحماس” وأن يصبح المؤتمر “مختبرًا حقيقيًا للسلام في العالم”. وختامًا: “لسنا حجاجًا باحثين عن وحدة يتعذر الوصول إليها ، لكننا شهود على وحدة نعيشها بالفعل في قلوبنا ، لأن الإله الواحد يعيش في أرواحنا”.