في هذا اليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 آب، أشار الأمين العام لمنظمة كاريتاس الدولية، ألويسيوس جون، إلى أنّ “التضامن العالمي والالتزام بالقضية الإنسانية مع الدعم السياسي هو السبيل الوحيد للحد من المعاناة الإنسانية التي لا حصر لها للفئات الأكثر ضعفًا.”.
تدين كاريتاس الدولية التدهور المأساوي للوضع الإنساني في العالم. في العام 2022، سيحتاج 274 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة وأخبار الفاتيكان باللغة الإنجليزية. والجدير بالذكر أنّ العدد قد زاد بشكل كبير منذ العام 2021، عندما كان 235 مليونًا، بسبب جائحة كورونا، وعواقب تغير المناخ والحرب المستمرة في أوكرانيا.
إنّ موضوع اليوم العالمي للعمل الإنساني عنوان: “إنها تتطلّب قرية”، استنادًا إلى مثل أفريقي شهير: “إن تربية طفل تتطلب قرية. في ذلك اليوم، أطلقت الشبكة الدولية المؤلّفة من 162 منظمة كاثوليكية للإغاثة والتنمية والخدمات الاجتماعية العاملة في 200 دولة وإقليم حملة خاصة تسمى “أبطالنا المحليون” على موقعها الإلكتروني www.caritas. org وعلى شبكات كاريتاس الاجتماعية.
“موظفو كاريتاس موجودون دائمًا، في جميع أنحاء العالم، في كلّ الأوقات: قبل الأزمات وأثناءها وبعدها”، هذا ما قاله الأمين العام لمؤسسة كاريتاس الدولية. “إنهم يسيرون جنبًا إلى جنب وجزءًا من المجتمعات، لا يقدمون المساعدة الإنسانية فحسب، بل يعملون أيضًا من أجل التنمية المستدامة وبناء السلام والتماسك الاجتماعي. إنهم يعرضون خدماتهم، حتى حياتهم، لقضية الإنسان”.
الغذاء: “سلاح سياسي”
تحذر كاريتاس من أوضاع العديد من البلدان التي على وشك أن تواجه أزمة غذاء كبيرة تفاقمت بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية. كما تشهد المنظمة أزمة غذائية عالمية وغير مسبوقة، خاصة في منطقتي القرن الأفريقي والساحل، حيث يعاني ملايين الأشخاص من انعدام الأمن الغذائي.
وأردف جون: “لقد بيّنت الأزمة الأوكرانية أنّ الغذاء أصبح سلاحًا سياسيًا، لأنّ الحصول على الغذاء الكافي أصبح على المحك بالنسبة إلى الملايين من الناس. والأكثر تضررا هم الأشد فقرا الذين يحرمون من الحصول على الاحتياجات الأساسية، مما يؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة أخرى”.
هذا وحذّرت كاريتاس من أنه إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور، فإنّ الوضع الإنساني العالمي معرّض لخطر استمرار التدهور. ويؤكّد الأمين العام: “يواجه عالمنا اليوم مأساة إنسانية يفقد فيها الناس حقهم في العيش عيشة كريمة. نحن نردد وندعم صرخة البابا فرنسيس التي لا هوادة فيها لدعم البيئة المتكاملة كحل للأزمة الإنسانية التي تواجه عالمنا. هذا هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة”.