التقى البابا فرنسيس بخدّام المذبح، من فتيان وفتيات، الذين أتوا برحلة حجّ إلى روما من 51 أبرشية فرنسيّة، يوم الجمعة 26 آب 2022 في قاعة بولس السادس في الفاتيكان. دعاهم لكي يكونوا قريبين فيما بينهم ومن “الشبيبة الآخرين”، وقال: “كثير من الشباب في سنّكم يحتاجون إلى من يخبرهم أنّ يسوع يعرفهم ويسامحهم ويشارك مشاكلهم وينظر إليهم بحنان من دون أن يحكم عليهم. بشجاعتكم، يمكنكم أن تصلوا إليهم بسهولة. أنا أدعوكم لكي تكونوا قريبين من بعضكم بعضًا. وأنا أشدد على ذلك: القرب بينكم، القرب من أفراد عائلتكم والقرب من الشبيبة الآخرين”.
شكر البابا الشبيبة على خدمتهم للمذبح وذكّرهم بأنه “شرف كبير أن نخدم يسوع عندما يبذل حياته من أجلنا في الإفخارستيا”: “بمشاركتك في الليتورجيا وخدمتك، تقدّم للجميع شهادة ملموسة للإنجيل. إنّ موقفك خلال الاحتفالات هو بالفعل رسوليّ لمن ينظر إليك”.
شدّد البابا على أنّ خادم المذبح يؤدّي “خدمته” بفرح وكرامة وبموقف صلاة”، ويثير بالتأكيد لدى الشباب الآخرين رغبة الالتزام في الكنيسة.
ذكر موضوع حجّ الشباب الفرنسيين: “تعال واخدم واذهب”، مشيرًا إلى أنه موضوع جميل ومعبّر. ودعا البابا: “تعال: إنّ الربّ يدعوك. هو يدعوك للقائه وبالأخصّ إلى هذا الحدث المهمّ، ألا وهو قدّاس يوم الأحد”.
بالنسبة إلى البابا، من خلال خدمة المذبح يمكن للشاب أن يكون “نموذجًا، ومصدر إلهام للعديد من شباب جيله”. وأوضح: “يجب أن تفتخر بما تقوم به. لا تخجل من خدمة المذبح”. ثمّ شدّد على أنّ “خدمة القداس تتطلّب تتمة: “إخدم واذهب”. بعد أن تخدم يسوع في القداس، يرسلكم لكي تخدموه في الأشخاص الذين تقابلوهم في يومكم، بالأخص إن كانوا فقراء وبؤساء”. هذا وأعطى البابا مثالاً ملموسًا: “ربما لديكم أصدقاء يعيشون في أحياء صعبة أو يعانون من معاناة كبيرة وإدمان؛ أو تعرفون شبابًا اقتُلعوا من جذورهم أو مهاجرين أو لاجئين. أدعوكم للترحيب بهم بسخاء، لإخراجهم من وحدتهم وجعلهم أصدقاء لكم”.
نقطة أخرى يمكن التطرّق إليهم وهي “العلاقة” مع المسنّين والأجداد: “بالنسبة إلى من لا يزال لديهم أجداد وجدّات، يجب الاستفادة من وجودهم وخبراتهم. غالبًا يكونون هم من يصطحبونكم إلى القداس ويحدّثونكم عن الله. إنّ الأجداد هم مورد ضروري لنضوجكم الإنساني. وبهدف بنيان المستقبل والتخطيط للحياة، إنّ الشاب هو بحاجة إلى “جذور قويّة” تساعده على “الوقوف جيدًا”: “إبحث عن جذورك، تعلّم أن تتعرّف إليها وأن تحبّ ثقافتك، وتاريخك”.
في الختام، توجّه البابا فرنسيس إلى خادم المذبح الذي سيتحلّى يومًا برغبة الاستجابة إلى دعوة الربّ، في الحياة المكرّسة أو الدينية”. و”لكن، لا تخف! غذِّ هذه الدعوة في قلبك، وذات يوم، تجرّأ للتحدّث عن هذا الأمر مع شخص بثقة. كم هو جميل أن نرى شبيبة تلتزم بسخاء من أجل ملكوت الله، بخدمة الكنيسة! إنها حقًا مغامرة جميلة!”
وختم البابا داعيًا الشبيبة إلى “الاتكال” إلى “الربّ بواسطة مريم العذراء” من دون تحفّظ”: “في طريقكم، وفي أوقات التجربة والوحدة، لا تنسوا أن تتكلوا عليها”.