“المجاعة تطرق الباب. اليوم هو تحذير أخير”، هذا ما أطلقه يوم الاثنين 5 أيلول، مارتن غريفيث، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوشا)، خلال مؤتمر صحفي من العاصمة الصومالية مقديشو. وأشار إلى أنّ “البيانات الأخيرة تُظهر مؤشرات ملموسة على حدوث مجاعة (…) بين تشرين الأوّل وكانون الأوّل من هذا العام” في منطقتين في جنوب البلاد، وهما بيدوة وبورهاكابا.
في كلّ أنحاء البلاد، تأثر 7.8 مليون شخص، أي ما يقارب نصف السكان، بجفاف تاريخي، منهم 213 ألفًا معرضون بشدة لخطر المجاعة، وفقًا لأرقام قدّمتها الأمم المتحدة.
طرح الجوع والعطش بمليون شخص على الطرقات منذ العام 2021.
الجفاف الأسوأ منذ 40 عامًا
هذا الجفاف هو نتيجة لتسلسل غير مسبوق لما لا يقلّ عن أربعين عامًا من أربعة مواسم ممطرة غير كافية على التوالي منذ نهاية العام 2020.
قضى الجفاف على القطعان، وهو أمر ضروري لبقاء السكان الرعويين إلى حد كبير، وكذلك المحاصيل التي دمرها بالفعل غزو الجراد الذي عبر القرن الأفريقي بين أواخر عام 2019 و 2021.
جعلت عواقب جائحة كورونا (الحجر، التجارة البطيئة، إلخ) حياة العديد من الصوماليين أكثر خطورة. في الأشهر الأخيرة، كان للغزو الروسي لأوكرانيا تداعيات مأساوية على الصومال، التي يعتمد توريد القمح فيها بنسبة 90٪ على هذين البلدين.
كما أنّ إيصال المساعدات هو أمر مستحيل في مناطق ريفية شاسعة تخضع لسيطرة الشباب، وهم إسلاميون متطرّفون ينتمون إلى القاعدة ويقاتلون الحكومة الفيدرالية منذ خمسة عشر عامًا.
نداء البابا فرنسيس
يوم الأحد 14 آب، أطلق البابا فرنسيس نداءً بعدم نسيان بلدان القرن الأفريقي التي تضررت بشدة من الجفاف، ولا سيما الصومال، أحد أفقر دول العالم. أودّ أن ألفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تؤثر على الصومال وأجزاء من البلدان المجاورة. وأوضح قداسة البابا من نافذة القصر الرسولي أنّ سكان هذه المنطقة الذين يعيشون بالفعل في ظروف محفوفة بالمخاطر معرضون الآن لخطر الموت بسبب الجفاف.