في 14 أيلول 2022 وفي نور سلطان، التقى المتروبوليت الروسي أنطوان دو فولوكولامسك (المسؤول عن العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو) بالبابا فرنسيس.
لم يُعطِ الموقع الإلكتروني لبطريركية موسكو أيّ تفصيل حول الموضوع، كما كتبت الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت. إلّا أنّ المتروبوليت التقى صحافيي الفاتيكان وأجاب عن أسئلتهم، خاصّة حول موقف البطريرك كيريل حيال الحرب، واللقاء المحتمَل بين البطريرك والبابا.
“كانت مداخلة البابا عميقة جدّاً. لقد أشار إلى العديد من الأفكار المهمّة التي لقيت ترحيباً لدى المشاركين في مؤتمر قادة الأديان. كان خطابه رعويّاً وروحياً، كما اعتدنا على البابا. وكانت هذه بداية جيّدة للقائنا، مع العديد من عناصر التأمّل”.
بهذه الكلمات، علّق المتروبوليت أنطوان على كلمات البابا خلال افتتاح المؤتمر في نور سلطان، بحسب ما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني.
مُجيباً عن سؤال حول اللقاء الذي وجب أن يحصل بين البابا والبطريك كيريل وعن التاريخ الذي قد يحصل به، ذكّر المتروبوليت الروسي باللقاء الأوّل بين الرجلَين سنة 2016، مُشيراً إلى أنّه استلزم الكثير من التحضير وعلى فترة طويلة. “كانت النتيجة جميلة لأنّ البابا والبطريرك تشاطرا نداء مشترَكاً: كانت هناك وثيقة عميقة أظهرت لنا طريق حوارنا وكيف يجب أن يتطوّر في المستقبل”.
ثمّ تابع المتروبوليت أنطوان مؤكِّداً “فكرة التحضير للقاء ثان”: “بدأنا بالحوار مع الكرسي الرسولي لأجل هذا التحضير السنة الماضية. ثمّ التقى البطريرك والبابا في آذار الماضي عبر تطبيق زوم وتكلّما عن الوضع في أوكرانيا، وأذكر أنّ البطريرك قال للأساقفة العامِلين في الكوريا البطريركية إنّ الحديث كان ودّياً وممتعاً”. والبطريرك لم يخفِ أسفه لدى معرفته لاحقاً أنّ الرحلة المتعلّقة بهذا اللقاء الثاني – والذي كان يمكن أن يحصل في لبنان بداية ثمّ في القدس – أُلغيت للوقت الحالي.
“بالنسبة إلينا، كانت مفاجأة، خاصّة وأنّنا تلقّينا المعلومة عبر وسائل الإعلام. ثمّ قرأنا بعض المقابلات للبابا قال فيها إنّها سيتوجّه إلى كازاخستان وإنّه يودّ لقاء البطريرك كيريل. لكنّنا لم نتلقّ تأكيداً رسميّاً… أعتقد حقّاً أنّ هذا اللقاء الجديد ضروريّ وقد يكون نافعاً في الوضع الحالي الذي نعيشه. لكن من الواضح أنّه يجب التحضير جيّداً لهذا اللقاء. علينا أن نفهم جدول الأعمال وثماره. في الواقع، لا أعتقد أنّه من المناسب تنظيم لقاء من بضعة دقائق، لكن مؤتمراً كمؤتمر نور سلطان”.
لدى سؤاله عمّا يمكن للكنيسة الروسيّة فعله لتحفيز السلام ووقف الصراع الحالي في أوكرانيا، أعلن المتروبوليت أنطوان: “منذ بداية هذا الوضع في أوكرانيا لكن بطريقة متواصلة، لأنّ الوضع بدأ منذ 8 سنوات، وعلينا فهم هذا جيّداً، قال البطريرك إنّنا ككنيسة، علينا فعل كلّ ما هو ممكن للسلام. أوّلاً، علينا أن نُصلّي لأجل السلام في أوكرانيا. في جميع رعايانا وفي العالم أجمع، في كلّ ليتورجيا صباحاً ومساء، في جميع البلدان، نحن نصلّي لأجل السلام في أوكرانيا. ثمّ طلب منّا البطريرك أن نفكّر في الطريقة التي يمكن بها مساعدة الأشخاص الذين يتألّمون إذ هناك العديد من اللاجئين الذين يأتون إلى روسيا طالبين المساعدة… ونحن نساعد الجميع بدون أن نسألهم من أين يأتون”.
ثمّ في سياق الحديث عن السلام، أضاف المطران أنطوان: “السلام هو عندما يعيش العالم معاً بدون صراع وبلا مشاكل. لكن هذا السلام يجب أن يكون عادلاً وأن يأخذ بعين الاعتبار المعاناة والآلام الخاصّة بمكوّنات الصراعات. ما يترتّب علينا هو الصلاة لأنّنا نعرف أنّ كلّ شيء بين يدَي الرب. وإن طلبت الكنيسة برمّتها منه السلام، سيكون كلّ شيء ممكناً. إلّا أنّه سيتصرّف عبر الأشخاص المسؤولين، وهؤلاء الأشخاص ليسوا نحن”.
وأخيراً أصرّ المتروبوليت الروسي على تكذيب “مباركة” البطريرك للحرب في أوكرانيا: “لم يفعل يوماً شيئاً أو يقل شيئاً يسمح بالتفكير أنّه بارك بطريقة ما هذا الوضع المأساوي في أوكرانيا. أبداً. بصفته بطريركاً، وكبير آلاف المؤمنين في أوكرانيا، إنّه يعاني مع مَن يتألّمون ويُصلّي لأجل السلام”.