استقبل البابا فرنسيس بعد عودته من رحلته الرسولية إلى كازاخستان، الرهبان الترابيست الذين يجتمعون لحضور الجزء الثاني من جمعيّتهم العامة في أسيزي.
علّق الأب الأقدس على أربعة أحلام تطرّق إليها هؤلاء الرهبان التأمليين: حلم الوحدة والمشاركة والرسالة والتنشئة.
البحث في الكتاب المقدس للفهم
دعاهم إلى تفسير “كل هذه الأحلام من خلال المسيح”، والنظر إلى الإنجيل و”التأمّل” – على الطريقة الإغناطية – وكيف أنّ الربّ فكّر في هذه الجوانب الأربعة.
إنّ البحث عن “أحلام يسوع” تترسّخ في البحث الروحي عن “أعظم رغباته، التي ولدها الآب في قلبه البشري الإلهي”. يجب أن نمرّ عبر الأناجيل لتخمينها.
ورد حلم الوحدة لدى القديس يوحنا (يو 17 ، 22 – 23). إنه حلم اتحاد التلاميذ فيما بينهم ومع الآب. أوضح البابا فرنسيس أنّ الأمر لا يتعلّق “باتساقنا وتجانسنا وتوافقنا، بشكل أو بآخر أكان عفويًا أو قسريًا”، لأنّ الروح القدس يحمل الانسجام. إنها ليست مسألة خوف من التنوّع، بل بالأحرى تتعلق بالخصوصية والتفرّد.
التبشير بالصلاة
هذا ويمكن إيجاد حلم الاتحاد الأخوي لدى القديس متى (متى 23 ، 8-10). الجميع “يشتركون فيه على أساس علاقة بنوية مشتركة مع الآب وكتلاميذ ليسوع”. وهكذا، “يمكن أن تكون جماعة الحياة المكرسة علامة لملكوت الله من خلال الشهادة لأسلوب من الأخوّة التشاركية بين أناس حقيقيين يختارون كل يوم، بالرغم من محدوديتهم، واثقين بنعمة المسيح، (…) العيش معًا”. وأضاف بإنّ وسائل التواصل الحالية “يمكن ويجب أن تكون في خدمة المشاركة الحقيقية – وليس الافتراضية فقط – في الحياة الواقعية للمجتمع”.
يمكن أن يكون حلم الرسالة أيضًا حلم المتأملين. قال الحبر الأعظم: “لا توجد مواهب تكون تبشيرية وأخرى ليست كذلك”. كل المواهب، كما أُعطيت للكنيسة، مُعدّة لتبشير الناس (…)؛ طبعًا كلّ موهبة بطريقة مختلفة (…).
وخلُص البابا فرنسيس إلى أنّ حلم التنشئة هذا هو في نهاية المطاف “علامة قداسة”، حيث تتكشف نعمة المعمودية وتؤتي ثمارها من خلال الروح القدس.