إنّ الرجل والمرأة أصبحا بسر الزواج ” جسداً واحداً لا اثنين ، فما جمعه الله فلا يُفرِّقَنه الإنسان ” (متى ١٩ : ٦ – ٧) ليتعاضدا ويساعد أحدهما الآخر باتحاد شخصيتهما وأعمالهما إتحاداً وثيقاً . إنهما يُدركان من خلال ذلك وحدتَهما ويعملان دائماً على ترسيخها وتعميقها . إن هذا الاتحاد الوثيق، هو عطاء متبادل بين شخصين ، وخير الأولاد ، يتطلبان أمانة الزوجين المطلقة ويقضيان بوحدة لا تنحل .
” أيُّها الرجال ، أحِبوا نساءكم كما أحبَّ المسيحُ الكنيسة وجاد بنفسِهِ من أجلها ” ( أفسس ٥ : ٢٥ ) |
لقد غمرَ الرّب يسوع المسيح بالبركات هذا الحب المتعددَ المظاهر ، الصادرَ عن ينبوعِ المحبة الإلهية جاعلاً إياه صورة لإتحاده بالكنيسة . وكما أن الله هو الذي بادر في القديم ، وقطع عهدَ حبٍ وأمانة مع شعبه (أفسس ٥ : ٣٢)، هكذا يتقدم اليوم مُخلِّص البشر وعروس الكنيسة لملاقاة الأزواج المسيحيين في سر الزواج المُقدّس . إنه يبقى ويَثبُتُ معهم ليستطيعَ الزوجان بعطائهما المتبادل أن يحب احدَهما الآخر بأمانةٍ ثابتة. ، كما هو نفسه أحبَّ الكنيسة وبذل ذاته لأجلها ليقدسها ويُطهِّرها ويَزُفَّها إلى نفسه كنيسةً مُقدسةً بلا عيب “(أفسس ٥ : ٢٥ – ٢٨). |
الزواج رسالة حُبّ وتضحية
إن حبَّ الله يرفع الحبَّ الزوجي الحقيقي ، كما أن المسيح بقوةِ الفداء والكنيسة بعملها الخلاصي يوجهانه ويوفران غناه حتى يقودَ الزوجين عملياً إلى الله حتى يساعدهما ويثبتهما في رسالتهما الزوجية العائلية السامية كأب وأم . ولكي يقوم الزوجان المسيحيان بواجبات حالتهما كما ينبغي ، يُعطيان القوة وكأن بهما يتكرّسان بسرٍ خاص لا ينحلّ إلى الأبد . وإنّهما يتممان رسالتهما الزوجية والعائلية بقوة هذا السر المُقدّس ، مرتويين من روح المسيح الذي ينعش كلَّ حياتِهما بالإيمان والحب والرجاء والأمانة والتضحية ، يبلغان أكثر فأكثر كمالَهما الشخصي وقداستهما المتبادلة : وهكذا يساهمان معاً في تمجيد الله . نشكر الله على عطية الإيمان ونعمة سر الزواج المسيحي المُقدّس ، مؤكدين مع الأزواج الإلتزام بخدمة ملكوت الله ، ملكوت القداسة والعدالة والسلام . وذلك بالأمانة الزوجية لوعودهم وبإستمرارية الحُبّ . |
Mariage, Wikimedia Commons © Jason Hutchens/Sydney, Australia
جمال سر الزواج
” إنَّ هذا السر لعظيم وأعني به سِرَّ المسيح والكنيسة ” ( أفسس ٥ : ٣٢ )