بعد أن أرسله البابا فرنسيس للمرّة الرابعة إلى أوكرانيا، صلّى الكاردينال البولندي كونراد كرايفسكي أمام الجثث المدفونة في مقابر جماعيّة في إيزيوم (خركيف)، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني. وهناك، جعل الكاهن نفسه قريباً ممّن أرادوا أن يمنحوا ضحايا الحرب مقابر لائقة.
“لا وجود للكلمات ولا للدموع”: بهذه الكلمات، اختصر الكاردينال كرايفسكي معنى أيّ يوم صعب يمكن للصلاة أن تُخفّفه. ثمّ أخبر عن لحظاته التي أمضاها مع أسقف خركيف-زابوريجيا في إيزيوم حيث تمّ إيجاد بقايا حوالى 500 شخص.
“لقد شاركنا في جنازة حيث كان حوالى 50 رجلاً من الشرطة والجنود ورجال الإطفاء يحفرون ويدفنون جثث أوكرانيين قُتِلوا منذ 3 أو 4 أشهر. الحرب لا تعرف الرحمة. من المؤكّد أنّ رؤية هذا العدد الكبير من الموتى شيء يصعب الإخبار عنه… كان الرجال يدفنون الجثث بصمت تام، في ظلّ احترام كامل لرهبة الموت. لم يتكلّم أحد. بدا وكأنّ الرجال يفعلون هذا لعائلاتهم وإخوتهم”.
بقي كرايفسكي مع الحفّارين لتلاوة مسبحة الرحمة الإلهية بلا توقّف. “لم يكن يمكنني فعل شيء آخر. كان هذا احتفالاً بالرحمة الإلهيّة بمجانية تامّة. وبقي الأمر محفوراً في ذُهني. عندما أدخل إلى الكنيسة، أفكّر في هؤلاء الناس. كان نهاري صعباً، خاصّة مع زيارة مركز للشرطة تمّ تحويله إلى غرفة للتعذيب. عرفتُ أنّني سأجد الكثير من الموتى لكنّني التقيتُ رجالاً أظهروا الجمال المُخبّأ في قلوبنا حيث لا انتقام. وتذكّرت الكتابات المقدّسة التي تقول إنّه يجب التغلّب على الشرّ بالخير”.