Abouna Yaacoub, FCL

أبونا يعقوب: الرّاهب لا يكون بدون ثوب، وثوب القلب المحبّة

من أقوال الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

تزيّا بثوب الحبّ… فبات قلبه سراجًا مضيئًا، استنار به إخوته الرّهبان، وأصدقاؤه، وكلّ من عرفه…

 أبونا يعقوب رجل الفضيلة…. عاش حبّ القريب، فزاد من محبّته نحو الله ، نحو الكمال في الحبّ…

عاش أبونا يعقوب اللّطف، والطّيبة.  شكره الدّائم لإخوته كلمة اعتاد تكرارها دومًا ” المحبّة ليسوع”، تلك المحبّة الّتي رفعت نفسه عن كلّ ما يجعله متعلّقًا بالأمور الأرضيّة.

عاش صبورًا ، لم يعرف الجبن، هدفه الوحيد عيش الفضيلة الّتي رسمت على ثغره ابتسامة راهب تخفي بين ثناياها، مشروع خلاصٍ، وقداسة….

درّب نفسه على الإماتات، والتّقّشف ، سلوكه هذا غمر آلام المصلوب بباقات الفرح، وألحان الرّضى، والسّرور.

عاش أحداثًا كثيرة تشير إلى خدماتٍ، وتضحياتٍ كبرى، بذلها أبونا يعقوب في سبيل راحة الإخوة في الدّير  “أحبب قريبك مثلما تحبّ نفسك. أنا الرّبّ” ( اللّاويين19/18)

وصيّة المسيح لنا هي: “من أحبّ الله أحبّ أخاه أيضًا.” رسالة يوحنّا الأولى (4/21)

في أثناء نزهة استغرقت يومًا، أعطى أبونا يعقوب صندله لصديقه الأخ” بروسبير”، إذ عند تسلّقه الصّخور، انقطع صندل هذا الأخير، أجاب أبونا يعقوب بعد أن رفض صديقه المساعدة:”لا تخف يا أخي لديّ حديد تحت رجليّ”.

إنّها النّخوة “الحديديّة” …إنّها المحبّة الصّلبة الّتي لايهزّها الضّعف، ولا تلغيها شهوات الأنانيّة…

“يا أبنائي، لا تكن محبّتنا بالكلام، أو باللّسان، بل بالعمل، والحقّ.” ( رسالة يوحنّا الأولى: 3/18)

تُرى بما نصف لحظاتنا الّتي نعيشها؟؟؟ هل نسمح لأنانيّتنا بالنّزول عن أبراجها العاجيّة ، هل نسعى إلى تغيير سلوكٍ يبعدنا عن تواضع الإنسان المسيحيّ ، هل نقوم بتضحية في سبيل فرح قريبنا؟؟؟

بتنا نعيش حالة عشق، وهيامٍ بتلك “الأنا” الّتي تُعمي بصائرنا، عن رؤية نعمٍ زيّننا بها الرّبّ ..

 بتنا سجناء وزناتٍ، لا نحبّ استثمارها في سبيل إسعاد القريب….ليتنا نعيش تلك التّضحيّة ، لا بل تلك المحبّة الّتي لاتتكلّم إلّا بلغة العطف، والتّعاون…ليتنا نتمتّع بتلك الخدمة الّتي تهمس في قلوبنا أجمل النّغمات، وتحوّلها إلى أناشيد فرحٍ، وحكايا غبطة،  نبلسم من خلالها جروحًا طعن بها قلب ربّنا يسوع المسيح…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير