تحديّات: الحدود الجديدة للإنسانية
نشهد في السنوات الأخيرة نموًا هائلاً لما يعرف بالذكاء الإصطناعي AI(Artificial Intelligence) مع انتشار تطبيقات جديدة في عددٍ متزايد من القطاعات مثل الأمن، البيئة، البحث العلمي، التعليم، الصحّة، الثقافة والتجارة .كذلك مع الإستخدام المتزايد للبيانات الضخمةBig Data . لا شكّ أنّ الذكاء الإصطناعي يقدّم للبشرية خدمات جمّة على كلّ الأصعدة الإقتصادية والخدماتية والصحية وغيرها، وقد وصفه البعض بفجر “حقبة جديدة” و”الحدود الجديدة للإنسانية”.
في الوقت عينه زادت المخاوف حوله بسبب تحدّياته الكثيرة وقد عبّر عن هذه المخاوف مسؤولو الشركات التقنية نفسها وجهات حكومية عديدة. أكثر رواده شهرة هم “ري كورزفيل”Ray Kurzweil مدير الهندسة في غوغل ومؤسس جامعة Singularity مع بيتر دايموندزPeter Diamonds والرئيس التنفيذي لغوغل “سوندر بيشاي”Sundar Pichai والرئيس التنفيذي لشركة تسلا “ألون ماسك”Elon Musk .
نقرأ مثلاً على موقع الأمم المتحدة : “يمكن للذكاء الإصطناعي أن يفتح فرصًا هائلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي حددتها الأمم المتحدة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030. حيث تتيح تطبيقاته حلولًا مبتكرة وتقييمًا محسنًا للمخاطر وتخطيطًا أفضل ومشاركة أسرع للمعرفة.”
وتطرح كاتبة المقال”أودري أزولاي” المديرة العامة لليونسكو عدّة أسئلة مهمة حول الإشكاليات فتقول:
“في حين أنّ الذكاء الإصطناعي يمثّل أصلاً مذهلاً للتنمية المسؤولة في مجتمعاتنا، إلا أنّه يثير قضايا أخلاقية كبرى. كيف يمكننا التأكّد من أنّ الخوارزميات (Algorithms) لا تنتهك حقوق الانسان الأساسية من الخصوصية وسرية البيانات إلى حرية الإختيار وحرية الضمير؟
هل يمكن ضمان حرية التصرّف عندما تكون رغباتنا متوقعة وموّجهة؟
كيف يمكننا ضمان عدم تكرار الصور النمطية الإجتماعية والثقافية في برامج الذكاء الإصطناعي، لا سيّما عندما يتعلّق الأمر بالتمييز بين الجنسين؟ هل يمكن تكرار هذه الدوائر؟
هل يمكن برمجة القيم وبواسطة من؟ كيف يمكننا ضمان المساءلة عندما تكون القرارات والإجراءات مؤتمتة بالكامل؟ كيف نتأكّد من عدم حرمان أيّ شخص، أينما كان في العالم، من فوائد هذه التقنيات؟ كيف يمكننا ضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة شفافة بحيث يكون للمواطنين العالميين الذين تتأثّر حياتهم به رأي في تطويره؟”
وتنصح بضرورة إقامة حوار عالمي حول أخلاقيات الذكاء الإصطناعي برعاية اليونسكو.
عبر الأنسنة والبشرية المزادةTranshumanisme et Humanité augmentée
يروّج للذكاء الإصطناعي ضمن ما يسمّى بتيار عبر الانسنة transhumanismالذي يتكلّم عن إنسان مزاد H+ وعن بشرية مزادة بوسائل التكنولوجيا NBIC
(نانو تكنولوجي- بيو تكنولوجي- المعلوماتية- العلوم الدماغية) وبواسطة الذكاء الإصطناعي AI
وبما أنهم ملحدون لا يؤمنون بالله، فهم يعتبرون أنّه بموت الجسد تموت الخلايا الدماغية وبالتالي تموت الروح هذا ما عبّر عنه الطبيب الرائد في تيّار عبر الانسنة في فرنسا “لوران ألكسندر !”
وهم ينظرون نظرة دونية لخليقة الله ويعتبرون الإنسان مخلوقا” ناقصا” ،
هو مجرد كتلة لحمية، يسعون إلى تحويله الى سيبرجcyberg أي الى إنسان آلي وإلى حفظ ذاكرته على رقاقات الكترونية ينقلونها الى بشر آليين أو روبوتات كي يصبح الإنسان خالدا” !
يتبع