إنها قصة جماعة صغيرة وُلدت منذ 900 عامًا في شمالي فرنسا ونمت وولّدت أديارًا تجذّرت في أراضيها، متعايشة مع الجماعة التي تحيط بها، فأصبحت منارة مضاءة، على حدّ تعبير البابا. إنّ الديريين هم مبشّرون، انتشروا في العالم أجمع، مدركين ما هو ضروري وأساسي أو جماعيّ، وما يمكن أن يتكيّف مع الظروف.
أطلق البابا اليوم التحدي على الجماعات التاريخية في أوروبا، المدرَج دائمًا في سياق محدَّد. ينعكس دافعهم التبشيري في خياراتهم الملموسة في المجال الجماعي والاقتصادي والثقافي. إنّ النشاط الاقتصادي للمجتمع الديني يخدم الرسالة ويحقّق الموهبة: إنها لا تتشكّل أبدًا كهدف بحد ذاته، بل هي موجًّهة نحو هدف روحيّ”.
يجب ألاّ نخدم سيدين
يجب أن نطرح سلسلة من الأسئلة: ما هي العواقب المترتبة على الفقراء والمضيفين والزوار؟ هل خياراتنا تعزّز الاستقبال والحياة الأخويّة؟ عندما يفوق النشاط الاقتصادي في رهبنة ما، هل ننسى الناس على الفور وننسى ما قاله يسوع بأنه لا يجب أن نخدم سيّدين: فالشيطان يدخل عادة من خلال الجيوب”.
هذا ويجب أن نتساءل: ما هي النتائج المترتبة على البيئة: “الاستدامة هي معيار مفتاح مثل العدالة الاجتماعية”. من هذا المنطلق، يأخذ تقليد الديريين بعين الاعتبار البيئة والأشخاص الذي يسكنون فيها وهذا يهيئ الظروف من أجل راعوية فعّالة وبشارة صادقة للإنجيل. إنّ الخيارات الاقتصادية والاجتماعية ليست منفصلة عن الرسالة. رسالة لا تنسى “من هم خارج النسيج الاجتماعي، ومن هم مهمّشين بسبب الفقر المدقع والهشاشة، ولهذا السبب من الصعب أن نصل إليهم”.
تمنّى البابا فرنسيس على الديريين أن يصبحوا ما يبشّرون به، وأن يقتبلوا جسد المسيح ويسجدوا له، فهو بذاته “مكان اتحاد الذي بقربه يشعر الكثيرون بالدفء”.