نشرت المجلّة اليسوعيّة “لا تشيفيليتا كاتوليكا” حوار البابا فرنسيس مع اليسوعيين في “المنطقة الروسيّة” خلال رحلته الرسوليّة إلى كازاخستان، والذي خلاله تطرّق البابا إلى أسباب ما سمّاه بالحرب العالميّة الثالثة.
في التفاصيل التي أوردها القسم الإنكليزي من موقع “فاتيكان نيوز” الإلكتروني، قال البابا لـ19 يسوعياً التقاهم في السفارة البابويّة في نور سلطان بتاريخ 15 أيلول 2022 بعد أن أتوا إلى آسيا الوسطى من بلدان مختلفة: “علينا أن نُحرّر قلوبنا من الحقد… الناس هم مَن يُعانون في الحرب. وهذا يُولّد حقداً. مَن يحاربون ينسون “الإنسانيّة”. أعتقد أنّه لخطأ أن نظنّ أنّه فيلم رعاة بقر يضمّ الصالحين والأشرار”، مُضيفاً أنّه لا يشكّ في كونها “الحرب العالميّة الثالثة. علينا أن نُحقّق في الأسباب التي أدّت إلى الصراع”، مُشيراً بداية إلى “العوامل الدوليّة التي ساهمت في التسبّب بالحرب”.
الإمبرياليات في صراع
في السياق عينه، استذكر الأب الأقدس لقاء جرى في الفاتيكان في كانون الأوّل 2021 عشيّة اندلاع الحرب في أوكرانيا مع رئيس بلد قال إنّه قلق “لأنّ حلف الناتو تهجّم على روسيا بدون أن يفهم أنّ الروس إمبرياليّون ويخشون عدم الأمن عند حدودهم”.
وفيما يختصّ بأسباب الحرب، قال البابا فرنسيس: “لا يمكن أن نُبسّط الأمور. أرى إمبرياليات في صراع. وعندما تشعر الإمبرياليّات أنّها مُهدَّدة، تكون ردّة فعلها بالاعتقاد بأنّ الحلّ يكمن بشنّ حرب لإعادة صنع نفسها وبيع الأسلحة واختبارها”.
الزيارة إلى أوكرانيا غير ممكنة حاليّاً
في سياق متّصل، تكلّم البابا عن معاناة أوكرانيا وعن زيارته إلى السفارة الروسيّة التي أقرّ أنّها “لم تكن اعتياديّة” مُشيراً إلى أنّه أراد فتح “نافذة صغيرة للحوار”: “منذ اليوم الأوّل، تكلّمتُ بلا توقّف عن هذا الصراع وعن المعاناة في أوكرانيا”.
كما وذكر البابا مكالماته الهاتفيّة مع الرئيس الأوكراني ومهمّات الكاردينال تشيرني وكرايفسكي والمطران غالاغير إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى التزامه بالسجناء الأوكرانيين.
وأضاف: “كنتُ أيضاً أنوي الذهاب إلى أوكرانيا. لكن يبدو لي أنّ إرادة الله لا تقضي بالذهاب حاليّاً. سنرى لاحقاً”.
وعن الحرب بحدّ ذاتها، قال البابا: “سمّيتُ غزو أوكرانيا بالاعتداء غير المقبول والمقزّز والهمجي الذي لا يحمل معنى. الناس العاديّون هم الضحايا الحقيقيّون الذين يدفعون ثمن جنون الحرب بأجسادهم”.
وعن رسالة اليسوعيين، قال البابا: “لا أهتمّ لدفاعكم عن البابا، بل لشعور البابا عن اهتمام إخوته به”.
أسلوب الله هو القُرب
وختم البابا بالتكلّم عن القُرب قائلاً: “ما علينا فعله هو إظهار القُرب بما أنّ الناس يجب أن يشعروا أنّ الكنيسة قريبة منهم لأنّ أسلوب الله هو القُرب”.