أسِفت الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر لإعلان الإغلاق الكامل والنهائي لمؤسسة كاريتاس الجزائر. نصّت جمعية “الخدمة” الخيرية التابعة للأبرشية الجزائرية على أنّ أعمال كاريتاس ستنتهي في الأوّل من تشرين الأوّل المقبل، كما ورد في بيان صادر في 25 أيلول الفائت عن رئيس أساقفة الجزائر المونسنيور جان بول فيسكو وسلفه المونسنيور بول ديسفارج، الرئيس الحالي لجمعية أديس أبابا.
تمّ اتخاذ هذا الإجراء الجذري بناءً على طلب السلطات العامة بعد تبادل الرسائل.
عدم الثقة في الجمعيات الأجنبية
“إنّ الوقت حساس. السلطات الجزائرية هي يقظة بشأن ما تقوم به الجمعيات، وليس ما تقوم به جمعيتنا فحسب، كما أوضح أحد معارفنا. يُعتَقَد بأنّ الأمر لا جدال فيه. لن تكون الكنيسة موضع عداء خاص. اعتقدت السلطات بأننا مرتبطون بشكل وطيد بمؤسسة كاريتاس الدولية، وبالتالي أعطينا انطباعًا بأننا تحت سلطة منظمة أجنبية”.
لم تنقطع اليوم العلاقات مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، والكنيسة تتطلّع إلى المستقبل بصبر وأمل.
كنيسة بخدمة المستضعفين
تابع البيان مقتبسًا من وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترَك، التي وقّعها البابا فرنسيس وإمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب، في شباط 2019 في أبو ظبي: “نحن نختم أعمالنا في كاريتاس إنما كنيستنا لا يمكن أن تكون كنيسة إن لم تكن خادمة. تبقى الكنيسة أمينة لرسالتها الخيرية في خدمة الأخوّة مع ذوي الإرادة الصالحة. يقود الإيمان المؤمن ليرى في الآخر أخًا يدعمه ويحبّه. إنّ المؤمن هو مدعوّ للتعبير عن هذه الأخوّة البشرية، من خلال الحفاظ على الخليقة والكون بأسره، ودعم كل شخص، وبخاصة أولئك الأكثر احتياجًا والأكثر فقرًا”، من خلال الإيمان بالله الذي خلق الكون والمخلوقات وجميع البشر المتساوين برحمته”.
60 عام من الوجود
تأسّست كاريتاس في 28 حزيران 1962، قبل أيام قليلة من إعلان الاستقلال، ولطالما كانت كاريتاس بخدمة الشعب الجزائري الأكثر ضعفًا، من بينهم نسبة 97 في المئة من المسلمين. تمّ اتخاذ مبادرات لصالح المعوّقين والنساء والأطفال المحرومين، وكذلك المهاجرين الذين يعبرون البلاد من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، خلال ستين عامًا من الوجود.
في بيانها الصحافي، تودّ الكنيسة الكاثوليكية في الجزائر أن “تشكر كلّ الأشخاص الذين ساهموا على مرّ السنين، وبطرق مختلفة، في إحياء هذا العمل”.