“تحدّثوا من القلب: العيش في حقيقة الحبّ”: هذا هو العنوان الذي اختاره البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي السابع والخمسين لوسائل التواصل الاجتماعي لعام 2023، وقد نشره الكرسي الرسولي يوم الخميس 29 أيلول 2022.
شدّد الكرسي الرسولي على أنّ التحدّث من القلب يعني أن نعطي سببًا للرجاء الذي فينا والقيام بذلك “بوداعة” من خلال استخدام نعمة التواصل كجسر وليس كحائط. لقد تعارض ذلك مع “تيار” الاستقطاب والنقاشات المحتدمة التي تؤذي النفوس، حتى في الحياة الكنسية.
وشرح الكرسي الرسولي بأنّ نموذج هذا التواصل هو موجود بطريقة “سامية” في صفحة الإنجيل التي تروي الحوار بين “المسافر الغامض وتلاميذ عماوس”: الحقيقة التي تزعج أحيانًا والتي تجد أساسها في الإنجيل، يجب إعلانها بأسلوب رحيم، مشاركة مخلصة في أفراح الإنسان وآلامه.
في السياق الدراماتيكي للصراع العالمي الحالي، بات أكثر من ضروري التواصل من دون “عداء”. إنها مسألة تعزيز “نزع السلاح الكامل” والتخلّص من “انفصام الحرب الذي يعشّش في قلوبنا” من أجل “انفتاح على الحوار مع الآخر”، كما حثّ على ذلك القديس يوحنا الثالث والعشرون، منذ 60 عامًا، في الرسالة البابوية سلام على الأرض.
إن اجتهد الجميع للقيام بذلك، فإنّ الفاعلين في التواصل هم مدعوون بشكل خاص إلى ممارسة “مهنتهم كرسالة” لبنيان مستقبل أكثر عدلاً وأخوّة وإنسانية.
يتناسب الموضوع تمامًا مع ذاك الذي طُرح في العام 2022، “الإصغاء بأذن القلب” ويتماشى بشكل خاص مع المسار الذي سيقود الكنيسة بأكملها إلى سينودس تشرين الأوّل 2023.
تأسس اليوم العالمي للتواصل بمبادرة من الكنيسة، منذ المجمع الفاتيكاني الثاني، ويُحتَفَل به يوم الأحد الذي يلي عيد الصعود، بشكل عام في أيار.