لمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالفاقد والمُهدَر من الأغذية، وجّه البابا فرنسيس رسالة لمنظّمة الفاو شجب فيها عدم المساواة بوجه الحصول على الغذاء و”مفارقة الوفرة”، وذلك يوم الخميس 29 أيلول بما أنّ منظّمة الأمم المتّحدة أسّست هذا اليوم عام 2020.
في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من موقع “فاتيكان نيوز”، تُشير معطيات الفاو إلى أنّ 14% من الأغذية المُستهلَكة في العالم يتمّ هدرها بعد القطاف، وهدر 17% من الطعام من قبل المستهلِكين، فيما أكثر من 3 مليارات ليس لديهم غذاء سليم و828 مليوناً يُعانون من الجوع.
أمّا في رسالته للفاو، فقد عاد البابا إلى آفة الهدر ليُشير إلى هذا الظُلم الكبير. “عندما لا يُستعمَل الغذاء بشكل صحيح، نكون عند رحمة “ثقافة الهدر” التي تعني عدم الاكتراث لما له قيمة، أو تعلّقاً بما هو بلا أهمية”.
وأضاف: “إنّ فقدان الغذاء أو هدره يستحقّ الشجب لأنّه يقسم البشريّة بين مَن لديهم الكثير ومَن لديهم ما هو ضروريّ فقط، ممّا يولّد عدم المساواة ويحرم الفقراء مِمّا يحتاجون إليه للعيش بكرامة… إنّ صرخة الجياع المحرومين من خبزهم اليومي يجب أن تصدح في المراكز التي تُتَّخَذ فيها القرارات”.
مفارقة الوفرة
دائماً في رسالته، دعا البابا أيضاً المجتمع الدولي إلى أن يتجنّد لوضع حدّ لمفارقة الوفرة. “سَلَفي يوحنا بولس الثاني شجبها بتبصّر منذ 30 سنة قائلاً: هناك طعام كاف في العالم كي لا ينام أحد فارغ المعدة”.
كما وشجب البابا التكهّنات حول الغذاء: “إنّها فضيحة أن يُشجّع المنتجون الاستهلاكيّة ليغتنوا بدون الأخذ بعين الاعتبار حاجات البشر. يجب وضع حدّ لهذا”.
ثمّ ذكّر البابا بأنّ الهدر يُساهم بازدياد الانبعاثات والاحترار. “إنّ الأرض التي نستغلّها بجشع تئنّ بسبب الاستهلاكيّة الزائدة وتتوسّل إلينا لنكفّ عن سوء معاملتها وهدمها، عبر عكس سَير أعمالنا”.
وطالب الحبر الأعظم بأن “يُعيد كلّ منّا إرشاد أسلوب حياته بطريقة مسؤولة كي يتلقّى ما يحتاج إليه سواء بالكمية أو بالنوعيّة”.